الخرطوم – التحرير:
أكد رئيس حزب “الأمة القومي” الإمام الصادق المهدي أن السودان الرسمي، بسلطته الانقلابية انفرد بتمثيل السودان في اتفاقية السلام الشامل وعمل على اقصائهم وعدم مشاركتهم بالاتفاقية، وأشار إلى أن حرص قيادة الحركة الشعبية على اقتسام السلطة، ورسم الخطى لتقرير المصير، جعل مهمة الوصي الدولي سهلة في طي كل الخطوات القبلية الضرورية لتقرير المصير.
وأشار المهدي في السمنار الشهري لـ “معهد الدراسات الافريقية الاسيوية” اليوم (الخميس 14 ديسمبر) الذي تناول(دور السودان الرسمي في تعزيز السلام والاستقرار في دولة جنوب السودان ) إلى أن قضية الاقتتال لم تكن شمالية جنوبية فحسب، وطالب بعدم النظر للأمر من المنظار الشمالي الجنوبي فقط.
ولفت إلى قياس الرأي الذي جرى بالجنوب في العام 2010 من قبل ماريك شوميرروس وتيم الن من جامعة لندن بالتعاون مع خبراء من جامعة جوبا اثبت حقائق عدم نجاح تجربة الحكم الذاتي بالجنوب في الفترة من 1972 إلى 1982 والتي تمثلت في سوء توزيع الموارد ، وهيمنة إحدى المكونات القبلية.
وأشار إلى أن ذات العوامل عابت التجربة الجنوبية في ظل اتفاقية السلام منذ 2005 م ، بالإضافة إلى عدم الثقة بين شريكي اتفاقية السلام وقتها، والاختلافات حول حدود الجنوب التي سيجري فيها الاستفتاء وتركها معلقة بدون حسم و تعليق بروتكول المنطقتين، ورأى أن هذه (الكلفته) ما كان يمكن أن تحدث لو أن اتفاقية السلام كانت موضوع تداول قومي.
وأكد رئيس حزب الأمة القومي تقييمهم للاتفاقية في 2005 وتوقعاتهم بشأن عدم نجاحها، لأن الخلافات الحدودية ستشعل الحرب مرة أخرى، فضلاً عن تقسيم الاقليمين على أساس ديني، وحصرها للثروة في البترول الجنوبي، وأشار إلى أن أكدوا أيضا عدم تحقيق الاتفاقية للتحول الديمقراطي بحسبان أن آليات ذلك الأمر وضعت في يد الحزب الحاكم.
ونوه الإمام إلى أن كل العيوب التي ظهرت في فترة الحكم الذاتي الإقليمي، وفي الفترة الانتقالية ظهرت كذلك في الدولة الجنوبية المستقلة، لافتاً إلى وجود عناصر جنوبية ذات علاقة مستمرة بالنظام الحاكم في السودان.
وأبان أن مقاييس الدولة الجنوبية الفاشلة تتمظهر بشكل واضح في النسبة الكبيرة للذين صوتوا بأرجلهم فراراً من الحالة الوطنية المتردية، فضلاً عن العدد الكبير للذين صوتوا باعتصامهم الداخلي كنازحين، بالإضافة إلى تفوق الحكم الأمني على التراضي الشعبي.
و قال رئيس حزب الأمة القومي أن كل صفات الدولة الفاشلة بدرجة مختلفة تنطبق على السودان الرسمي وهو بالذهنية المسيطرة عليه حالياً لن يستطيع الانتقال من نهج التمكين والاقصاء والالحاق الانتقائي إلى نهج قومي، وأنه لن يحقق الاصلاح الاقتصادي المنشود بسياسته الراهنة، ولن يستطيع كذلك تحقيق السلام .
ولفت المهدي إلى أن انتخابات2020 م نسخة أخرى من سابقاتها في 2010 م و2015 م. وقال إذا استشعر النظام حقيقة واقعة فإن مخرجه ومخرج الوطن هو الدعوة لملتقى قومي جامع، واشار إلى أن دولة الجنوب الآن تقتدي بالحوار الانتقائي وحدها في الطريق لانتخابات لا تسمح بتجديد – انتخابات مكانك سر – واضاف أن دولتي السودان اتبعتا نهج الحزب المسيطر العازل للآخرين إلا من هادن .