توفي إلى رحمة الله الشاعر السوداني الكبير سيف الدين الدسوقي عن عمر ناهز 79 عاماً، إثر معاناة طويلة مع المرض، بعد أن أثرى الحياة الأدبية والإعلامية في السودان وخارجه.
ولد سيف الدين مصطفى الدسوقي، وهذا هو اسمه بالكامل، في عام 1936 م بحي العرب في أم درمان، ونشأ في أسرة دينية مشهورة.
تلقى تعليمه الأولي في كُتّاب شيخ حسن بمعهد أم درمان العلمي، حيث حفظ القرآن. وبعد أن أنهى دراسته الأولية والمتوسطة والثانوية التحق بقسم اللغة العربية)، في كلية الآداب بجامعة القاهرة (فرع الخرطوم، جامعة النيلين حالياً ، وتخرج فيها بدرجة الليسانس في الآداب، ونال من مصر دبلوم الصحافة، كما سافر إلى بريطانيا ليدرس في معهد ريجينت بلندن، ونال منه دبلوم اللغة الإنجليزية.
والشاعر الراحل أحد رواد المدرسة الرومانسية التجديدية في الشعر بالسودان.
وقد كان إعلامياً كبيراً، إذ عمل في الإذاعة والتلفزيون بالسودان مذيعاً، ومقدماً للبرامج الثقافية، ورئيساً للقسم الثقافي بالتلفزيون السوداني. كما عمل مديراً للإخراج والمنوعات بإذاعة الرياض بالمملكة العربية السعوديةن ثم أنتدب إلى إذاعة وادي النيل بالسودان ليعمل فيها في وظيفة مدير مناوب للإذاعة، كذلك عمل نائباً لأمين الهيئة القومية للإعلام والإنتاج الفني بالسودان.
شارك الشاعر سيف الدسوقي في كثير من المهرجانات الشعرية في السودان وخارجه، منها مهرجان المربد الشعري ببغداد في العراق، والمهرجان الشعري المصاحب لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمصر. ونشر في كثير من الصحف العربية.
حصل على جائزة الشعر في مؤتمرات قاعة الصداقة بالخرطوم، وعلى وشاح الشعر العربي من الجالية السودانية بالقاهرة.
كتب مجموعة كبيرة من القصائد باللهجة السودانية، وبالعربية الفصحى، وتغنى ببعض تلك القصائد فنانون سودانيون بارزون، منهم: سيد خليفة ( قصيدة أودع)، وأحمد الجابري (قصيدة الرسائل)، ويقول فيها:
ما فى حتى رسالة واحدة بيها أتصبر شوية
والوعد بيناتنا انك كل يوم تكتب الىّ
هل يجوز والغربة حارة بالخطاب تبخل علىّ؟
لما أخر مرة شفتك قبل ما أودع وأغادر
كنت حاسس إنى خائف إنى متردد وحائر
داير أتصبر أمامك، داير أضحك ومانى قادر
بس دموعك لما فاضت ضيعت صبرى الشوية
وصحت موعدنا الرسايل وين رسايلك وين كتاباتك الىّ
وصرت بعدك يا حبيبى ذرة في بحر الزمن
بعت للتجار مواهبى بعتها بأبخس تمن
وحشة ما بتعرف رسائل وغربة عن أرض الوطن
بس أمل واحد بعيشه لو رسالة تصل إلى
بيها أطمن عليكم وتنقذ الموقف شوية
من عتابى أظن عرفت إيه مكانتك في فؤادي
أنت يا فجر المحبة تستحق شوقى وسهادي
أنت صورة ماضي أبيض ولوحة بتمثل بلادي
وتتقدم أسرة “التحرير” الإلكترونية بأحر التعازي إلى قبيلة الأدباء والإعلاميين، وتلاميذه وعارفي فضله، إلى أسرته الصغيرة،.
إنا لله وإنا إليه راجعون.