الخرطوم – التحرير:
يبدو أنه كلما “عطست” قوى المعارضة في شوارع الخرطوم أصيب الحزب “الاتحادي الديمقراطي الأصل” المشارك في الحكومة بالزكام.. هذه المقولة تجسدها الخلافات التي تفجرت داخل الحزب قبل يوم 16 يناير الماضي، وهو أول أيام خروج للمعارضة للشارع عقب إجازة الموازنة العامة للعام 2018.
وفي الوقت التي علت فيه أصوات قيادات اتحادية بالخروج من الحكومة وفض الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)، كان وزراء الحزب يمارسون مهامهم داخل مكاتبهم الوثيرة ونوابه يواصلون حضور جلسات البرلمان، بل أن نائبة رئيس البرلمان المحسوبة على الحزب قادت وفداً برلمانياً إلى إيران غير آبه بنزول المعارضة للشارع.
سيدأحمد : الانحياز لرغبة الجماهير:
الناطق الرسمي باسم الحزب محمد سيدأحمد كان قد فاجأ وزراء حزبه في الحكومة، وأعلن في تصريحات سابقة له إعتزام حزبه فض الشراكة مع “المؤتمر الوطني”، والخروج من الحكومة، والانحياز لرغبة جماهيره بالنزول للشارع (التظاهرات في 16 و17 و31 يناير 2018) لإسقاط النظام، قبل أن يصدر بياناً ممهوراً بتوقيعه يتبرأ فيه من الموازنة الجديدة، ويحمل “المؤتمر الوطني” المسؤولية كاملة ويطالب وزراء حزبه بعدم التورط في تصريحات مؤيدة للموازنة لأن حزبهم رفضها وتبرأ منها.
مواهب السيد تساند المعارضة:
وركبت النائبة البرلمانية عن الحزب مواهب السيد موجة الاحتجاجات، وأعلنت مساندتها للمعارضة بعد أن طالبت حزبها بفض الشراكة مع “المؤتمر الوطني” والخروج من الحكومة، وكشفت في تصريحات صحافية عن استدعاء رئيس الحزب وزرائه في الحكومة للسفر للقاهرة بغرض التشاور وتقييم المشاركة ومن ثم اتخاذ قرار بالانسحاب من هناك، ورأت مواهب أن “المؤتمر الوطني” أضعف مشاركة حزبها بأغلبيته الميكانيكية في الجهازين التشريعي والتنفيذي، وتهميش نجل الميرغني المساعد الأول لرئيس الجمهورية عند تشكيل المجالس الرئاسية.
ولم يكن الحسن الميرغني بعيداً عن أحداث الشارع، إذ غادر الخرطوم إلى القاهرة قبل اندلاع الاحتجاجات بيومين مغاضباً (أشارت التحرير في خبر إنفردت به إلى مغادرة نجل الميرغني ) بسبب تصرفات شريكهم الأكبر في الحكومة “المؤتمر الوطني”.
وكشفت مصادر لـ (التحرير) أن الميرغني الصغير كان قد طلب من مؤسسة الرئاسة مده بملفي العلاقات السودانية المصرية وكذا الإريترية للمساهمة في حل القضايا العلاقة بين البلدين لما يتمتع به الحزب الاتحادي في الدولتين من ثقة قيادتيهما، ما تؤهله لأن يلعب دوراً فاعلاً في إنهاء التوترات بين تلك الدول، وقال المصدر إن مؤسسة الرئاسة ردت على طلب الحسن بعد شهرين بملخص عن العلاقة بين تلك الدول ما أغضب الحسن ودفعه إلى المغادرة.
وكانت وسائل الإعلام تناقلت بياناً منسوب إلى مكتب الحسن الميرغني نفى فيه اعتزام حزبه فض الشراكة مع “الوطني” والخروج من الحكومة، وبحسب البيان الذي طالعته (التحرير) وأشارت إليه في خبر سابق، فإن نجل الميرغني يرى أن المشاركة في الحكومة أملتها على الحزب ضرورات وطنية لازالت قائمة وليس هنالك مايدعو لفضها.
الحسن ينفي صدور بيان من مكتبه:
البيان الذي كان صادماً لجماهير الحزب “الاتحادي الأصل” التي تتوق لخروج حزبها من الحكومة تبرأ منه الحسن الميرغني في وقت لاحق، وعلمت (التحرير) أن الحسن هاجم طاقم مكتبه من مقر إقامته بالقاهرة، ووجه بعقد مجلس محاسبة لمدير مكتبه وسكرتيره الخاص، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى تورطهما في إصدار البيان باسم مكتب الحسن الميرغني، ونشره في وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون الرسمي، وتعكس كل هذه التفاعلات ضبابية المواقف وتناقضاتها داخل ” الاتحادي الأصل”.