تمر معظم دول العالم بأزمات اقتصادية أثرت في نموها الاقتصادي وتنميتها، وتعاني بعضها ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة حدة الفقر، وشح الاستثمارات.
ويواجه الشباب حالياً مشكلات قلة فرص العمل، وبدؤوا في تأسيس أعمالهم ومشروعاتهم الخاصة كما شرعت بعض الأسر زيادة مداخيلها من خلال الإنتاج المنزلي، وبيعه في المعارض والأسواق والمنصات الأخرى.
وهنا تأتي أهمية الدور الذي يجب أن تضطلع به الجهات الرسمية وغير الرسمية للعمل علي بناء قدرات الأفراد والأسر؛ لزيادة إنتاجهم عن طريق المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة، وريادة الاعمال، وتساعد مثل هذه المشروعات على مجابهة قضايا الفقر والبطالة، وتوفير الخدمات، الأمر الذي يتطلب البحث عن أساليب ووسائل حديثة لزيادة الإنتاج، وتنويع القرص الاستثمارية من غلال مبادرات مبتكرة، وتقديم تجارب رائدة.
وخلال الفترة ١٠ إلي ١٢ أبريل ٢٠١٨م نظم المعهد العربي لإنماء المدن مؤتمراً إقليمياً حول المشروعات الصغيرة والأسر لمنتجة بوصفها رافداً للتنمية بالتعاون من المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية المغربية، وعقد الموتمر بفندق رويال أطلس بمدينة أغاديرالساحلية السياحية، وهدف الموتمر إلى استعراض السياسات والتشريعات والنظم الإدارية المرتبطة بالمشروعات الصغيرة والأسرالمنتجة، كما هدف الموتمر إلى التعرف إلي آليات ووسائل مبتكرة لتحسين وتطوير الخدمات المالية لتلك المشروعات، إضافة الي استكشاف مدي إمكانية استغلال موارد الأوقاف والزكاة في تمويل المشروعات الصغيرة والاسر المنتجة.
كما أبرز الموتمر التجارب المحلية والإقليمية والدولية الرائدة مشيراً إلى الصعوبات والتحديات التي تواجهها في مجالات التمويل والإنتاج والتسويق والتدريب والتاهيل لأصحاب المشروعات، وتضمنت أوراق العمل الروح الإبداعية لدىي الشباب؛ لإقامة مشروعات تنموية للمجتمعات المحلية.
واختتم المؤتمر أعماله بعد عرض أكثر من 20 ورقة عمل. و15 تجربة في الدول العربية بتوصيات متميزة ومحددة وعملية، نأمل أن يجد فيها المسؤولون والمختصون ومتخذو القرار الفائدة المرجوة، وأن تكون محل اهتمام الأجهزة الحكومية وغير الحكومية في القطاعين العام والخاص، ومنظمات المجتمع المدني من الجمعيات التعاونية وغيرها.
وتتلخص اهم التوصيات في الآتي :
– دعم بناء قدرات المستفيدين من التمويل المخصص للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وتقديم الخدمات الاستشارية لهم في مجال تدبير وتسيير المشروعات، مع مواكبتهم ضماناً لنجاحها وتمكينها من توفير فرص العمل.
– تشجيع الشباب والمرأة علي وجه الخصوص من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية. الصغر ودعمهم ومواكبتها خلال مراحل إنجاز المشروعات
استغلال موارد الزكاة والأوقاف كمصدر من مصادر التمويل لمشروعات الأسر المنتجة والمشروعات الصغيرة.
– تموين حاضنات محلية تعمل باحترافية علي تأطير وتوجيه الأسر المنتجة وأصحاب المشروعات، وحثهم علي التفكير في إنجاز مشروعاتهم، وتعزيز توسيع الشراكات بين القطاع الخاص والحكومي وغير الربحي في تقديم مبادرات داعمة لأصحاب المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة.
– تشجيع تسهيل استخدام التطبيقات للخدمات المالية التكنولوجية في مؤسسات التمويل الأصغر كالتسديد عن طريق الهاتف المحمول والتسديد الإلكتروني.