حصل مؤخراً صالح آدم محكر معلم اللغة الإنجليزية منذ نحو 50 عاماً على الدكتوراه في الترجمة، وهو يقترب من السبعين عاماً، وقد يكون أكبر من نال هذه الدرجة العلمية في السودان؛ مقدماً نموذجاً متفرداً في المثابرة، والصبر في درب العلم.
وتقول ابنته الأستاذة نهلة محكر أن بدايته في التعليم كانت ضد رغبة والده، الذي كان يريده راعياً ومشرفاً على إبله التي لا عد لها، إلا أن والدته شجعته على تحقيق رغبته في التعلم.
كان أكبر من زملائه، وكان في الوقت نفسه أكثر منهم تفوقاً، وتخرج في معهد التربية بالفاشر، وحصل على دبلوم التربية وعلم النفس، ثم نال الدبلوم والماجستير في اللغة الإنجليزية بالمراسلة من إحدى الجامعات البريطانية في أثناء اغترابه في سلطنة عمان معلماً للغة الإنجليزية.
عاد إلى السودان، وأسس معهد الفاشر للتعليم التقني، الذي كان أول معهد يعلم علوم الكمبيوتر خارج العاصمة، وكان من أوائل المعاهد في السودان قاطبة قبل انتشارها، وكان إضافة إلى تعليم علوم الكمبيوتر يدرّس اللغة الإنجليزية والخط العربي والإدارة والسكرتاريا وغيرها.
وعندما انتقل إلى الخرطوم ليعمل معلماً، ومديراً في المدارس الثانوية، وأستاذاً متعاوناً يدرّس الترجمة واللغة الإنجليزية في جامعة الرباط في كلياتها المختلفة، وفي أثناء لك نال البكالوريوس والماجستير، بعد أن رفض طلبه بتحضير الماجستير مباشرة، بناءً على شهاداته السابقة، ولهذا نال البكالوريوس أولاً من كلية اللغات والترجمة جامعة الرباط ، ثم الماجستير من جامعة جوبا.
ولم يمنعه ظروف إغلاق جامعة جوبا بعد الانفصال من مواصلة تحضير الدكتوراه، فقدم للحصول عليها من جامعة الرباط كلية اللغات والترجمة، وقد توج هذا المشوار من الإصرار بالحصول على الدكتوراه بامتياز في الترجمة العامة ببحثه الموسوم “مزالق ترجمة المترادفات الإدراكية”.
أشرف على رسالة الدكتوراه د. محمد محمد عبدالله الشنقيطي العميد السابق لكلية اللغات والترجمة بجامعة الرباط، وكان الممتحن الخارجي د. محمود علي أحمد كلية اللغات جامعة السودان، والممتحنة الداخلية د. فاطمة قطبي سالم من المعهد الإسلامي للترجمة.