لندن – ( التحرير):
شدد رئيس نداء السودان ورئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي على أن ” لا تفاهم مع النظام (نظام الرئيس عمر البشير) إلا بالاستجابة لمطالب الشعب” وقال “إننا نراهن على أولوية الانتفاضة لتغيير النظام في السودان” ودعا القوى السياسية السودانية كافة إلى توحيد صفوفها، ونوه في هذا السياق بدور الصحافيين السودانيين في الداخل والخارج، في تهيئة الرأي العام وتشكيله في سبيل توحيد الصفوف، والتأكيد على العمل الجماعي في ” الفترة الانتقالية” التي رأى أن تقودها حكومة (تكنوقراط)، لتستعد الأحزاب لخوض الانتخابات.
جاء ذلك في جلسة حوار ونقاش اتسمت بالشفافية بين المهدي وممثلين لرابطة الإعلاميين والصحافيين بالمملكة المتحدة وايرلندا مساء الأربعاء 29 أغسطس 2018 بمقر إقامة الصادق بالعاصمة البريطانية لندن، في مستهل لقاءات سيعقدها مع قادة اتحادات وروابط مهنية سودانية ببريطانيا.
وفيما أكد المهدي على ( الرسالة المهمة للإعلام) و (أن الشفافية أكبر وأهم سلاح للشعوب)، وأن (الإنترنت أكبر محرر للشعوب وأكبر مضلل لها أيضاً)، رأى أن ( الإعلام أكبر أداة من أدوات الديمقراطية ) منوهاً في هذا الشأن بـ (دور وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن استخدامها لإسقاط النظام الديكتاتوري)، مشيراً إلى أن الطغاة قيدوا الصحافة المكتوبة لكنهم فشلوا في تقييد وسائل التواصل الاجتماعي ، ودعا الصحافيين السودانيين إلى لعب أدوار في مجال الدعوة لتوحيد صفوف القوى السياسية السودانية كافة ودعم الخيار الديمقراطي وأهمية تشكيل حكومة تكنوقراط للفترة الانتقالية ( بعد تغيير نظام البشير)، وقال للصحافيين داخل السودان وخارجه ” عندكم رسالة ودور مهم”.
وقال في مستهل حديثه إن (النظام ” نظام البشير” فشل وسيزول، و لا يوجد سلام، وأن آثار الحرب موجودة وبينها قرارات مجلس الأمن ” ضد النظام” وأن قادة في النظام ملاحقون من المحكمة الجنائية الدولية ، إضافة إلى وجود لاجئين ونازحين، وقال (إن التحدي أمام القوى السياسية يكمن في كيفية توحيد كلمتنا لنتفق على ميثاق لبناء الوطن، ولننظم أكثر من ألف موكب ” تظاهرة” في الداخل والخارج، لترفع شعاراً واحداً، مضمونه ( فشلتم ، ومزقتم الوطن ، سلموا السلطة للشعب ، سوف نسائلكم بالعدالة لا بالانتقام:” وشدد في هذا الإطار على أن (لا تفاهم ” مع نظام البشير” إلا بالاستجابة لمطالب الشعب).
وشارك في جلسة الحوار والنقاش، نائبة رئيس رابطة الإعلاميين هنادي عثمان والسكرتير العام للرابطة عاطف الياس وسكرتير المناشط عمر عبد العزيز وسكرتيرة التدريب ليلى إبراهيم ونائبة سكرتير المناشط جدية عثمان، وأثار ممثلو اللجنة التنفيذية للرابطة عدداً من القضايا الساخنة وطرحوا رؤاهم في هذا الشأن.
وأكدت هنادي عثمان أن رسالة المهدي الصوتية يوم الإثنين الماضي ( طويلة، والصحافيون يريدون رسالة مختصرة، كما أشارت إلى ما أثاره حديث الصادق بشأن المحكمة الجنائية الدولية من ردود فعل ، حيث يقال أن المهدي لا يريد اسقاط النظام ( نظام البشير)، كما اقترحت على المهدي إقامة ندوة تنظمها الرابطة للحديث عن قضايا الساعة.
وأشار عاطف الياس إلى تفاعلات ( سلبية) جرت في بعض الأوساط تعليقاً على حديث المهدي بشأن المحكمة الجنائية الدولية، وقال إن هناك الآن من ينسب (زوراً) إلى مريم الصادق نائبة رئيس حزب الأمة القومي كلاماً يقول إن الانتفاضة ليست من أجندتنا أثناء حديثها في لقاء بلندن مع ناشطات سودانيات وهذا ما نفته الناشطة هالة كمرات التي شاركت في اللقاء، وقال عاطف للمهدي إن صوت الانتفاضة يعلو لدى الناس ، وأرى أن تتحدث عن الانتفاضة.
وقال عمر عبد العزيز إن الإمام الصادق يتعرض لأسئلة أقرب إلى الهجوم لكنه يتقبلها برحابة صدر ، ورأى أن رسائل المهدي “طويلة بمدتها ( 12 دقيقة رسالة الإثنين الماضي) وأن الناس تحب الرسائل المختصرة مع معرفتي لحرصه على الإبانة، كما أن الرسائل من حيث المضمون تكون غير واضحة، مشيراً إلى تفاعلات ( انتقادات) حدثت بشأن كلام المهدي عن المحكمة الجنائية الدولية قبل أيام ، ولفت أيضاً إلى الصادق يقول إن الحكومة وقعت اتفاقات عدة وخرقتها ورغم ذلك لم يفقد الأمل ( في التسوية السياسية).
وأثارت ليلة إبراهيم قضايا الشباب ورأت أنهم جاهزون ( للمشاركة) وشددت على أننا لا نريد أن يحدث في السودان ما جرى في سورية ، وقال للمهدي ماذا فعل حزب الأمة للشباب ولماذا يركز الحزب على شبابه فقط؟ ودعت إلى مخاطبة الشباب لأنهم سيتسلمون الراية غدا.
وركزت جدية عثمان في حديثها للمهدي على أن الشفافية مهمة وأن مهمتنا ( كصحافيين) أن نوجه السياسيين ، الصحافة هي السلطة الرابعة وفيما رأت أن الخطوات التي اتخذها نداء السودان جرئية، تساءلت متى يتم التغيير؟ .
ورد السيد الصادق المهدي على كل الأسئلة والتعليقات، وقال إن فكرة الرسالة الأسبوعية كما اتفقنا مع الأخ محمد المكي أن تكون مدتها خمس دقائق وسأسعى إلى الالتزام بهذه الفترة الزمنية، وبشأن المحكمة الجنائية الدولية أكد مجدداً تمسكه بمبدأ المساءلة، وأضاف أن المساءلة تشمل أيضاً( الانقلاب “انقلاب البشير في 30 يونيو 1989 على نظام ديمقراطي منتخب” وإعدام نظام البشير 28 ضابطاً بدون محاكمة، وقتل 3 أشخاص بسبب امتلاكهم عملات أجنبية، وشدد على ( أننا نتكلم عن العدالة الانتقالية ، لكن للأسف هناك من يزاودوا، أنا لا يزعجني أن هناك أناساً يتكسبوا سياسياً على حسابي).
وكرر في رده على الأسئلة دعوته إلى توحيد الصف الوطني وتوحيد الكلمة، وجدد التأكيد على أن (لا مستقبل للنظام ” نظام الرئيس عمر البشير”)، وقال تعليقاً على من يخاطبه في كل المناسبات بـ(الإمام ) ( أنا لست إماماً هنا، أنا هنا رئيس نداء السودان ورئيس حزب الامة القومي، أنا إمام في موقع آخر، أفضل لقب الحبيب).
كما نفى مجدداً أن يكون حزب الامة يسعى إلى الالتحاق بنظام البشير، وأشار إلى أن( من قالوا ذلك دخلوا وشاركوا في حكومات البشير في المستوى التنفيذي والولائي، نحن أصلاً لم نشارك في النظام ، هذا (إتهام ساكت ) ( لا أساس له من الصحة) وقال ( نحن لا يمكن أن نطبع مع النظام ( نظام البشير) إلا عبر مساءلة عن جرائمه)، وأضاف (أنا تعبيري عن ذلك غير صارخ ويخلو من الهياج ، أنا أصلاً لم أقل ما يردده البعض، أنا تكلمت عن نظام جديد، هناك من يرى أن ذلك يتحقق بالانتفاضة فقط وأنا أقول إلى جانب ( خيار) الانتفاضة هناك طريق الحوار باستحقاقاته، لكنني لا أؤيد حواراً ثنائياً ، لا بد أن يكون قومياً باتفاق الجميع، والآن كل قوى ( نداء السودان) وقعت على خريطة طريق وهي أجندة لبحث نظام جديد).
ووجه في هذا السياق رسالة إلى ( قوى الاجماع الوطني) وهي تحالف للمعارضة ، وقال ( أقول لقوى الاجماع احرصوا على اسقاط النظام لكن لا تشغلوا أنفسكم بمعارضتنا (معارضة نداء السودان) ، اجعلوا الأولوية لإسقاط النظام بالتعاون فيما بيننا، بشأن ما نتقف عليه، ونقول لهم إننا نتفق على تغيير النظام) وأشار في هذا الإطار إلى ( أننا لسنا وحدنا في العالم، هناك الاسرة الدولية ، ولو قلنا لا كلام عن الحوار ولا طريق الا طريق اسقاط النظام سنفقد دعم الأسرة الدولية ، لما ذا نفقده، نحن محتاجون لدعمها في مجال حقوق الإنسان)، وخلص المهدي في هذا الشأن إلى أن (لا التحاق بالنظام أو مشاركة فيه ، و نقول إن الانتفاضة إحدى وسائل تغيير النظام).
وعن الشباب قال ( نحن نتصل بكل القوى الشبابية ) ووصفها بأنها ( حركات ممتازة) ، أما رده على (متى يكون التغيير) فقال (إننا نسعى للتوصل إلى اتفاق مع كل القوى السياسية على ميثاق بناء الوطن ” لفترة ما بعد حكم البشير” ولنتفق على تحرك جماعي وليس جزئياً، في يوم ما لتسيير مواكب في الف موقع في الخرطوم والأقاليم والخارج).
وقال المهدي إننا (في نداء السودان) نسعى لاستكمال السياسات البديلة ، وأرى أن تحكم الفترة الانتقالية حكومة تكنوقراط لا أحزاب، لكي تقوم الأحزاب بتحضيراتها لخوض الانتخابات، والآن نعد قائمة لتحديد من هم التكنوقراط، ودعا رابطة الاعلاميين ببريطانيا إلى إعداد قائمة بأناس تعتبرهم تكنوقراط.
وكشف المهدي أن معلوماتنا تشير إلى أنهم ( أوساط نظام البشير) يتناحرون داخل النظام وقد يتضاربون”، مؤكداً أن السودان في خطر، وهناك يفكر في استلام السلطة ( من داخل النظام).
وشدد على أن ( الانتفاضة هي الحل ، لأن النظام غير مستعد لدفع استحقاقات الحوار، ونحن نرى أن الحل الأمثل هو الربيع السوداني الثالث ، وهو مقدم على الحوار).
وفيما وافق المهدي على اقتراح قدمته هنادي عثمان بشأن مشاركته في ندوة ستنظمها الرابطة لمناقشة قضايا الساعة في السودان، شدد على أهمية المحافظة على العلاقة بين الهامش والمركز (الأقاليم والعاصمة) والعلاقة بين الاثنيات، والعلاقة بين النهر والظهر (بين سكان المناطق النهرية والمناطق البعيدة في شرق وغرب السودان، كما أعلن أنه يدعم منظمات المجتمع المدني المستقلة وفي صدارتها النقابات للمساهمة في بناء وطن ديمقراطي، لأن الديمقراطية لا تبنيها الأحزاب وحدها.
وكان رئيس مكتب حزب الأمة بالمملكة المتحدة وايرلندا الدكتور محمد الأنصار افتتح واختتم جلسة الحوار والنقاش بكلمة نوه فيها بدور الإعلاميين ، ولفت إلى أدوارهم الريادية في الإعلام السوداني والدولي، مشيراً إلى أن المهدي سيلتقي ممثلي نقابات واتحادات وروابط مهنية بلندن.
وتحدث في الاجتماع رئيس اللجنة الإعلامية لحزب الأمة القومي بلندن محمد المكي أحمد، مشيراً إلى دلالات لقاء المهدي بصحافيين، ما يؤكد احترامه لدور الصحافة، لافتاً إن لقاء ( السياسة والصحافة) الذي ينظمه المهدي شهرياً بمنزله بأم درمان، وقال إن ردود الفعل الواسعة النطاق بشأن رسالة المهدي ( الصوتية) الأسبوعية أكدت أن الرسالة قوبلت بترحيب وإشادة وملاحظات ننقل السلبي منها للسيد الصادق قبل الايجابي، وقال المكي إن الاتفاق مع المهدي عشية انطلاق “رسالة الإثنين” أكد على أن تكون مدتها لا تزيد عن خمس دقائق، ورأى طول مدة الرسالة في الأسبوعين الأخيرين جاء بسبب تزاحم الأحداث ، واعتبر أن الملاحظات المهنية في هذا الشأن دليل على نجاح الفكرة، كما لفت أيضاً إلى روح التفاعل والمكاشفة التي تسود العلاقة بين المهدي وقيادات وكوادر حزبه بشأن قضايا عدة.
وحضر اللقاء محمد زكي السكرتير الإعلامي للمهدي.
Online Drugstore,cialis 5mg price,Free shipping,buy clomid and nolvadex,Discount 10%cialis black discount