شارك الروائي السوداني، حمور زيادة، مؤخراً في فعاليات (ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية)، ضمن مجموعة كبيرة من الروائيين العرب. الملتقى نظمته وزارة الثقافة الفلسطينية تحت عنوان: “دورة القدس.. دورة نبيل خوري”؛ وناقش قضايا ثقافية وفكرية وحضارية ونضالية، وذلك في قلب القضية الفلسطينية.. عن الملتقى وأيامه طرحنا على حمور 4 أسئلة:
• بماذا خرج ملتقى فلسطين للرواية؟
– ملتقى الرواية ليس ملتقىً تشاورياً ليصدر توصيات، إنما هو جلسات حوارية تعتمد على أوراق مقدمة من عدد من الروائيين في محاور محددة سلفاً من إدارة الملتقى. وستقوم وزارة الثقافة الفلسطينية بإصدار الأوراق المقدمة من الروائيين في كتاب مطبوع قريباً.
غطى الملتقى عدة محاور تعلق أغلبها – بشكل ما – بأزمة الفلسطيني مع الهوية والاحتلال والمنفى.
• هناك من يصم المشاركين في الملتقى بتهمة التطبيع؟
-هذه تهمة لا تشغلني. لم تشغلني العام الماضي، وأنا ألبي دعوة متحف محمود درويش، وأشارك بفعاليات أسبوع الأدب العربي في رفقة الأصدقاء إبراهيم نصر الله وقاسم حداد وبثينة العيسى، فكذلك لن تشغلني اليوم وأنا ألبي دعوة وزارة الثقافة الفلسطينية للمشاركة في فعالية ثقافية فلسطينية.
إنّ الناس تتحدث بما لا تعرف. العام الماضي كتب صحفيون يتهموننا بالتطبيع؛ لأننا دخلنا عبر مطار بن غوريون، وهو ما لم يحدث. وكتب صحفي لبناني يهاجمني لما رأى صوري في بيت لحم، وقال حمور زيادة ينشر صوره في القدس! ولو ذهب إلى فلسطين لعرف أصلا أن مدينة بيت لحم ليست هي مدينة القدس، لكنها الصور الذهنية الخاطئة.
هذا العام ظهرت أكاذيب جديدة مثل أننا حصلنا على تأشيرات دخول من السفارات الإسرائيلية، أو أننا خاطبنا سلطات الاحتلال لتسمح لنا بالدخول. هذه كلها أوهام يروجها أصحابها؛ لأنهم يتعصبون لتعبير “المقاطعة والتطبيع” الذي لا يعرفون معناه.
بالنسبة إليّ، فإن القبلة التي وضعتها على يد أم أحد الأسرى الفلسطينيين تساوي عندي كل عبارات التضامن التي كتبتها من قبل.
ودعوة السلطة الفلسطينية، وتفاعل المثقفين الفلسطينيين والشارع الفلسطيني مع زيارتنا – في المرتين التي زرت فيها فلسطين – هي أهم عندي من كل التويتات الغاضبة أو المقالات القائمة على الأوهام التي تتذكر فلسطين حينما نزورها.
كنت سأعطي هؤلاء الغاضبين بعض الاهتمام لو أن فلسطينياً واحداً في الشارع الفلسطيني لما عرف أنني سوداني في زيارة لرام الله صرخ فيّ غاضباً واتهمني بالتطبيع بدل ترحيبه الحار، وعتابه أن لا أحد يزورهم عادة.
• أترى أن بإمكان الروائي العربي فعل شيء للقضية الفلسطينية؟
– القضية الفلسطينية قضية معقدة جداً، وبها عدد من الفاعلين الداخليين والخارجيين تتعارض مصالحهم وتتشابك وتتغير.
لكن هناك أشياء يمكن أن يقدمها الروائي للقضية الفلسطينية. أولها هو تسليط الضوء عليها. أعتقد ان وزارة الثقافة الفلسطينية ووزيرها د. إيهاب بسيسو اتخذوا خطوة مهمة بإنشاء الملتقى الفلسطيني للرواية؛ لأنه فعالية ثقافية تلفت نظر الإعلام والمهتمين بالثقافة والأدب للقضية الفلسطينية. ضجة التطبيع التي سألت عنها هي واحدة من فوائد هذا الملتقى. إضافة إلى تراكم الوعي الذي يحدثه الروائي العربي، فإن هناك أفعالاً مباشرة قد تحدث قريباً في العمل الروائي. هناك عدد من الروائيين – بمصادفة بحتة – يكتبون أعمالاً لها علاقة بفلسطين؛ لذلك تحمس عدد منهم لتلبية دعوة الملتقى.
• متى يعانق القارئ صفحات رواية حمور الجديدة؟
– أتمنى قريباً. لقد انتهيت من روايتي الجديدة “الهبوب – ما حكاه العجوز للمراكبية”. لكنها لا زالت في مرحلة المراجعة الأخيرة. ستصدر غالباً قبل نهاية هذا العام إذا سارت الأمور كما أحب لها.