الخرطوم – التحرير :
بعد دقائق من حديث الرئيس البشير في الساحة الخضراء الذي توعد فيه المتظاهرين بالحسم، خرجت جموع غفيرة من أحياء ( الموردة ، ودنوباوي، والملازمين) وأحياء أخرى في مدينة أم درمان، وسيروا موكبين كبيرين، أحدهما انطلق من ميدان الشهداء وسلك طريقاً لم يكن سالكاً للوصول إلى البرلمان، بينما اتخذ الموكب الآخر طريق شارع الملازمين، واعترضتهم القوات الأمنية، وحاولت تفريقهم في شوارع وأزقة الحي بعد أن قطعوا مسافة طويلة في طريقهم إلى المجلس الوطني (البرلمان)، وتجمعت الجموع من جديد بالقرب من سجن أم درمان، وهناك واجهتها الشرطة بعنف شديد بإطلاق الغاز المسيل للدموع .
المتظاهرين الذين قدرت أعدادهم بالآلاف كانوا يرددون هتافات (الطلقة ما بتكتل يكتل سكات الزول) و(الشعب يريد إسقاط النظام ) و(تسقط بس)، وهتافات تقلل من قيمة حشد الساحة الخضراء الذي دعت له أحزاب الحوار الوطني دعماً وتأييداً للرئيس البشير .
مواكب المحتجين بعد ضرب قوات الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى لهم، وقد اعترضت طريق وصولهم للبرلمان لتسليم مذكرة التنحي، انتشرت داخل الأحياء وحدثت مواجهات بينها و القوات النظامية، وشهدت أحياء مدينة امدرمان ملاحم بطولية من المتظاهرين الذين لم يوقفهم العنف الذي مارسته معهم الأجهزة الأمنية والشرطية بإطلاق الغاز المسيل للدموع والاعيرة النارية، وسقط عدد من الجرحى وسط النتظاهرين، و أغلق المحتجون عدداً من الشوارع الرئيسة، وقاموا بحرق إطارات السيارات، ورصوا الطوب لعرقلة حركة عربات الأمن والشرطة.
إطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين بالهروات والطلق المطاطي لم يوقف جماهير أم درمان من الانخراط في المواكب الهادرة التي انطلقت داخل الأحياء، وهي تحاول عدة مرات الوصول إلى مباني البرلمان، وقابلها النساء في تلك الأحياء بالزغاريد، وهتف معها الشباب داخل الأحياء وميدان الشهداء وسوق أم درمان، وقام أهالي الأحياء بتوزيع المياه والبلح وعصير (الكركدي) على المتظاهرين، وفتحوا منازلهم لإسعاف الجرحى والمتأثرين بالغاز المسيل للدموع .
نفذ جهاز الأمن والمخابرات حملة اعتقالات واسعة وسط المتظاهرين، وحدثت مواجهات بين شباب الأحياء وقوات الأمن والشرطة .
بعد مطاردات بين المتظاهرين والشرطة أفلح آلاف من المتظاهرين من الوصول إلى مباني البرلمان في الوقت الذي كان قد غادره النواب، وكل الموظفين.
وقد سجلت المرأة حضوراً مميزاً سواء في قيادة المظاهرات أو في مساعدة المتظاهرين بشتى السبل.
وجاء في وسائل التواصل الاجتماعي أن الثوار استطاعوا طرد أفراد في جهاز امن ومخابرات النظام اقتحموا مستشفى أم درمان، وأطلقوا الرصاص الحي في فنائها لمنع اسعاف الجرحى.