إستمعتُ بإمعانٍ، وبدهشة، إلي اللقاء الذي أجراه الطاهر حسن التوم مع (الشيخ) علي عثمان محمد طه عبر فضائيته سودانية ٢٤ أمس..
(فشيخ علي) لم يتغيَّر قط والبتة، ولم يكتسب من بقائه خارج الجهاز التنفيذي إلا مزيداً من (قُوة) الرأس، والمكابرة، واللَّوْلوَة (والصلابة)..بل بالعكس، ولأنه ما زال كذلك، فهو يطرح نفسه مجدداً، وبقوة، رئيساً للوزراء، أو نائباً أولاً للرئيس، أو للإثنين معاً..فالرجل ما زال يتسلَّح بكل (عِدَّة) المنصبين، ولن أتفاجأ أبداً إذا تمَّ تعيينه فيهما، أو في أحدِهما، خلال الأيام القليلة جداً القادمة، في إطار محاولة حلحلة الأزمة الخانقة التي تحيط بالبلاد وبالإنقاذ..
ما أدري لماذا تذكّرتُ شيخ حسن الترابي رحِمه الله، وأنا أتابع هذا اللقاء!!. ربما بالإجابات الطويلة المسترسِلة، أو باللولوات اللفظية المُوغلة، أو بالتنظيرات، والتهويمات البعيدة في فضاءات متمددة، عبر شروحات هُلامية، خيالية، تنظيرية، وتجريدية !!
• فكلُّ هذه الفوضي التي تضرب البلاد طولاً، وعرضاً ليست بشئٍ عند (شيخ) علي..وكلُّ هذا الحراك، والمظاهرات، والإحتجاجات، قد قام بها الشيوعيون، والبعثيون واليساريون، وأصحاب الغرض، والذين عجِزوا عن تحقيق شئ عبر الإنتخابات، إلي جانب شريحةٍ رقيقة، ومحدودة من (أولادنا) ممن تربوا في عهد الإنقاذ!!..
وفئة الشيوعيين، والبعثيين، واليساريين هذه هي من الذين يصطادون في المياه العكِرة، وفي الظروف المواتية !!
• وكلُّ هذه الأزمة الإقتصادية الماحقة ليست جديدة، فقد ضربت البلاد مثلُها في عهد عبد الله خليل، أي بعد الإستقلال بعامين إثنين، وفي عهد حكومة أكتوبر، وفي عهدِ مايو.. وظلت تتوالي علي البلاد منذئذٍ وتتناسل، مروراً بكل العهود الديمقراطية والعسكرية، والإنقاذ ليست إستثناءً !! يعني شنو يعني!!
• سأله المذيع عن شعار (سلمية سلمية ضد الحرامية) فقال هذا الشعار كذلك من هؤلاء، فمن بالله تجاوب مع هذا الشعار من الشعب السوداني الواعي؟! وكم عددهم؟! إنهم اليساريون، والبعثيون، والخصوم الآخرون يا أخي، أرادوا أن يخلقوا فجوةً بين الحاكم والنظام وشعبه!! يعني ليس هناك حرامية، ولا فساد، ولا يحزنون !!
• سأله المذيع عن الرئيس البشير، وإستمراريته، وإنتقاد الناس لرئاسته..برضو (لولوة في لولوة)..فالرئيس البشير باقٍ، ووجودُه لن يزحزحه شئ، وللحزب وحده الحق في ترشيحه من عدمه !! وهؤلاء الذين يقولون عنه هم أنفسهم (أولئك الجماعة)، وهم إنما يريدون أن يخلقوا فجوةً بين الرئيس وشعبِه !! ألم أقُل لكم إنَّ الرجل قادمٌ بقوة؟!!
• ولم يفوِّت (شيخ) علي أن يُنهي إلي سمع خصوم الإنقاذ أن نظامهم هذا تحميه (ماليشيات وكتائب) لن تتردد في بذل الأرواح رخيصةً للإبقاء عليه فوق رقابكم وغصباً عنكم!!
• سأله المذيع أن بعض الجهات كأنها تستدعي الجيش للتدخُّل..
فقال له إنَّ كلَّ من يستدعي الجيش إنما هو مفلسٌ، عاجزٌ، لأن أطروحاته لم تجد تجاوباً لدي الشعب فيلجأ إلي الجيش ليستقوي به !!..والجيش ليس للتدخُّل، وإنما هو لحماية البلاد، والحدود، والدستور، والتنمية.. إلخ!!! سبحان الله يا شيخ علي، وكأنما الإنقاذ هذه لم تأتِ بالجيش، وإنما بملائكة مُنزلين !!
• والحقيقة المهمة، والحاسِمة، هي أن شيخ علي بخير، وذاكرته حديدية، وهي كذلك بخير، ولكنه (يُلولو) الكلام، ويُراهن علي ضعف ذاكرة شعبه المخرومة !!
• أنا أدعوكم -بصدق- لمشاهدة هذا اللقاء (التُّحفة) لتتعرَّفوا علي الإنقاذ في ثوبها الجديد القديم، وبوجهها القبيح الجديد القديم، وعلي رئيس وزرائكم الجديد القديم، أو علي نائب رئيسِكم الأول، أو علي الإثنين معاً في شخص الشيخ علي عثمان محمد طه، الجديد القديم، بكل لؤمه، ودمويته وإجترائه علي الله وعلي الناس!!!