قبل بضع سنين، خطّ شباب/ات مدينة لقاوة نبوءات للثورة الحالية عندما احتجوا، ثم اعتصموا بطريقة سلمية لعدة شهور كمحاولة جريئة في انتزاع الحق، وإرسال إشارة إلى الجنرال التائه ونظامه.
لقاوة نحن الآن في انتظارك قبل توزيع علب الحلاوة احتفالاً بالنصر المجنح.
كل السودانيين ساهموا في هذا الحراك الثوري، الذي بدأ من يوم بيان الجمعة المشؤوم، إلى أن أصبح الآن غناءً تموج به مدن السودان وقراه وبواديه، فالشهداء اعلانا درجة وكرامة، وكذا كل من تم ازاحته من مؤل رزقه ورزق عياله للصالح العام، وحتى كل من ساند النظام وقاتل معه في حروبه البئيسة، ثم رماه على قارعة المحنة والفقر.
اليوم كفه في يدنا، كل من يحاول اقتناص فرص ليزدهر السودان فهو ابن بار لهذا البلد، وهو مع الثوار عيال حفرة..
من ظلم طوال السنوات العجاف يلقى جزاءه تحت قانون العدالة، وهو في كامل جلابية الكرامة السودانية.
لن نرضي بإهانة أحد. من اختطف “ملين أحمر” بغير حق ستعمل العدالة على استرداده منه، ومن خلال هيئة الحقيقة والمصالحة، نحاول شفاء الجروح التي خلفها صراع الباطل الذي تقوده عصابة مع حق الشعوب.
لا أحد تأخر في ثورة الشباب هذه. بعض الكبار دفع تكاليف السجون، وبعضهم دفعها هجرة، وبعضنا اكلته الحيتان، أو أكلته شموس الصحراء ودفنته رمالها. وبعض أخلاقنا بيعت في سوق “اللحوم” في بعض الدول، ولكن سوف نشفى من كل ذلك عندما نعرف قدر بلادنا وأنفسنا، وقد أنضجتنا التجارب. ونعمل معاً بعزة، ونمكّن شبابنا المنفتح على العالم من إدارة مواردنا، ومحاولة إيجاد موقع لنا في (شدرة) الإنسانية.
انتهى عهد الخوف واستغلال عواطفنا وتشكيلها ضد أنفسنا. نحن على مشارف المجتمع الشجاع، عندما يقول لا أو نعم. ولن يعدو بعد اليوم أن يكون “السياسي” سيداً على أحد.. سنعشق الوطن وايقوناته بالطريقة الجديدة، طريقة هؤلاء الشباب الخالية من الأفكار الفارغة المسبقة الصب، ونعتنق “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور”..وهكذا اتحاد مشاعر..
ديباجة الحديس: بنبر الوطن وااااسع ويحملنا جميعا بأفكارنا ومنبع ثقافتنا، ودي فرصتنا الأخيرة والنهائية.