إذا لم يكن ثمة أذيً، وضرر، وكُره قد أصاب (إسلامييي الإنقاذ) جرَّاء حِراك الموت والتقتيل الحاضر، وما تفشِّي معه من بُغض، ومقت كلِّ الناس لهم، وبخاصة الشباب منهم لكفاهم !!
أكادُ أجزمُ وأقول إنه ما من أحدٍ سوِيٍّ، غيرِ منتفعٍ من أهل الإنقاذ، ومن شباب ما دون الثلاثين خاصةً، إلا ويمقتُهم الآنَ حدَّ اللعن المَقيت، سواءٌ خرج وهتف ضدهم، أو لم يخرج!!
لقد سعي الإسلامويون سعياً، وإجتهدوا إجتهاداً، وكدُّوا كداً لنيل هذه البغضاء فتوفَّر لهم منها الآن -وبين أوساط الشباب- ما يكفيهم حتي أولاد أولادهم !!
وطوال سني تجبرهم، ما من بابٍ من أبواب التمقُّت إلي الناس إلا ولجوه، وما من فعلٍ يبغِّضُ الناس فيهم إلا فعلوه مكابرين، غير مبالين !! ولكأنهم ليسوا خلقاً من خلق الله في هذه البلاد، أو لكأنهم أغرابٌ عليها، أو لكأنهم هم أنفسهم لعنةٌ حلّت علي الناس وتجسَّدت في جسوم !!
لا يمكنك ألا أن تكره من يزدري إنسانيتك، ويهدر كرامتك، ولا يبالي بآدميتك !!
لا يمكنك إلا أن تمقت من يتغوَّل علي ماضيك، ويصادر حقك في حاضرِك، ويمسح مستقبلك من أمام ناظريْك..
لا يمكنك إلا أن تبغض من لا يقيم لدمك مقداراً، ولا لحياتك قيمةً، ولا لروحك حُرمةً ولا مرحمة !!
لا يمكنك إلا أن تتمني زواله من الدنيا من أزالك من الدنيا فعلاً، وأزال معك أحباءك، وأهلك، وأصدقاءك، وكلَّ معاني الحياة، ومباهجها، ومترادفاتها بالنسبة لك !!
لا يمكنك إلا أن تلعنه، وتدعو عليه بخزي الدنيا وبوار الآخرة، وبالطرد من رحمة الله في الدارين، من أفسد عليك دينك ودنياك، وتقواك، وعُمرك متلذذاً بها كلها إلي دنياه الخاسرة، البائسة، النافدة !!
لا يمكنك ألا أن تكره، وتبغض، وتمقت، وتلعن من حرمك من لذة العيش، وهناءته، وستره، وجدواه، وتلذذ بها كلها وحده دون حياءٍ، ولا خشيةٍ، ولا أسف!!
لا يمكنك إلا أن تكره من أحال النور في عينيك إلي ظلمة، والجمال إلي قبحٍ وقماءة، ومن جعل دنياك بلا معني، وحياتك بلا هدف !!
إسلاميو الإنقاذ سعوا إلي ذلك كله سعياً، وركضوا إليه ركضاً، وتعافسوا نحوه معافسةً، وتكالبوا فيه تكالباً، فأستحقوا اللعن، والمقت، والكُره، والبغضاء إلي أبدِ الآباد !!
ماذا يمكنك أن تتمني لمن طغي وتجبَّر، وخطَّط ودبّر، وأوعز وأمر،ورضيَ لك الموت بفرحٍ وأصر؟!!!
ماذا بالله بعد التقتيلِ، وإزهاق الروح البريئة الشابة، وبالدمِ البارد ؟!!!