الخرطوم – التحرير – شادية جادين:
أجمل مايميز الثقافة والفنون السودانية التنوع، ويأخذ الفن الشعبي السوداني أشكالاً متعددة، إذ لكل منطقة طابعها الخاص والمميز، والموسيقى السودانية على خصوصيتها، تتنوع في إيقاعاتها وآلاتها. ومن أروع الفنون الشعبية السودانية موسيقى (الوازا) التي يترنم بها إنسان إقليم النيل الأزرق الذي يقع في الجنوب الشرقي للبلاد.
موسيقي لكل الافراح
تشكل موسيقى الوازا في تلك المنطقة حضوراً دائماً في الأفراح، والمناسبات الرسمية للمسؤولين، وفي الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات.
والوازا آلة موسيقية تصنع من قرون الأبقار، وبها ثقوب تساعدها على إصدار أنغام موسيقية رائعة.
فن متوارث
ويرجع تاريخ (الوازا) إلى عهد مملكة الفونج الإسلامية، وهي أول دولة إسلامية تحل محل الممالك النوبية التي تراجع حضورها بعد دخول العرب للسودان.
وقبائل النيل الأزرق التي تعرف بقبائل الفونج لها القدح المعلى في أن تظل موسيقى الوازا شمس مشرقة في سماء منطقتهم. ووجود الأطفال ضمن المنظومة التي تعزف على هذه الآلة دليل على حرص أهل المنطقة على توريث هذا الفن الشعبي عبرالعصور والأجيال. ونجد موسيقى الوازا يصفق لأنغامها كل أهل المنطقة، على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاقتصادية، ويهتزون طرباً عند سماعها، لأنها تلامس مشاعرهم المتدفقة.
وسيلة تنادي جماهيري
وتستخدم موسيقى الوازا وسيلة للإعلام الجماهيري، إذ إنها أداة للتنادي القومي، إذا أراد زعيم القبيلة دعوة أهله إلى أمر ما، فضلا عن استخدامها في أيام الحصاد ؛ وتستخدم أيضاً كضرب النحاس في بعض مناطق السودان للتعبير عن شيء ما حدث أو قد يحدث، وهي آلة الرقص في الأفراح، مثلها مثل: الكرنق لمناطق جبال النوبة، والمردوم في كردفان، والطمبور في الشمال، أي هي آلة موسيقية لإيقاع قومي محلي لمنطقة النيل الأزرق بقبائلها المختلفة (الفونج والانقسنا)؛ وموسيقى الوازا كغيرها من الفنون الأفريقية الجميلة حظيت باهتمام واسع من جانب هواة هذه الفنون من الغربيين الذين لم يخفوا إعجابهم بها، فمنهم من يشد الرحال إلى النيل الأزرق، لسبر أغوارها، ومعرفة تاريخها ، وفك طلاسم علاقاتها ببعض الفنون الإفريقية المشابهه لها.