أوضحت شبكة الصحفيين السودانيين في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للصحافة “أن الدعوات التي تناثرت هنا وهناك بضرورة تكوين لجنة تمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين” تجد منها كل اهتمام وتقدير، وأنها تعمل من أجلها طيلة السنوات الماضية، إلا أنها استدركت قائلة: “لكن المواقيت الثورية فرضت علينا واقعاً جديداً بأن الأولوية والتكليف الأول لنا جميعا “استعادة الوطن من براثن القوى الظلامية” ثم العودة بعد أن ننفذ ذلك التكليف على الوجه الأكمل، للتكليف الطبيعي باستعادة النقابة جنباً إلى جنب مع نظرائنا في تجمع المهنيين السودانيين وهذا اليوم ليس بعيداً فلا تستعجلوه”.
وعنونت الشبكة بيانها الصادر يوم الجمعة (3 مايو 2019م) “وهج ديسمبر”، وجاء في مستهله: “لقد شهدنا ساعة الفجر، شهدنا فجر الحرية والعزة والكرامة بعد أن اقتلعنا الشجرة الملعونة “عنوة كدا واقتدارا”، لنغرس بذور شجرة الحرية المباركة “زيتونة لاشرقية ولاغريبة من واقعنا وأكثر ” . إن وهج ثورة ديسمبر الذي شع غيماً وسناً حتى كاد أن يخطف الأبصار لم يكن حدثاً عابراً في تاريخ السودان الحديث؛ بل كان ولا يزال يسطر ملاحم وبطولات باسلة حطمت السائد والمعتاد”.
وأضافت الشبكة: وتمددت لـ(140) يوماً من عمر الثورة المجيدة؛ انفقنا (113) يوما منها في مواكب الرحيل والتظاهرات الصباحية والمسائية واعتصامات الميادين داخل الأحياء في العاصمة وبقية الولايات، بجانب إضرابات القطاعات المهنية بشقيها الخاص والعام، تنويعاً لتكتيكات المقاومة السلمية حتى بلغنا ساحة المجد واعتصمنا أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة بعد موكب (6) أبريل التاريخي وظللنا نحرس ثورتنا تحت هجير الشمس الحارقة لـ(27) يوماً حتى الآن، ولسان حالنا يهتف مع الشعار الذي صكته جماهير شعبنا الابي :”يا سلطة مدنية ياصبة أبدية”، سلطة لتحقيق حلم الثورة “حرية، سلام وعدالة”.
وهنأت الشبكة “القاعدة الصحفية وبنات وأبناء شعبنا الأصيل باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام”، وقالت: “نحتفل به وقد ارتفعت رايات النصر عالية فوق صواريها، تهنئكم الشبكة وتشد على أيديكم فرداً فرداً؛ وقد حملت طموحاتكم وتطلعاتكم التي عبَّرت عنها “ديباجة التأسيس”، ولم تعر اهتماماً للعوائق والأشواك التي تناثرت على جانبي طريق النضال الطويل، ورسمت خطى بناتها الباسلات وأبنائها الصامدين مع آخرين من أبناء شعبنا طريق الخلاص من حكم الطاغية البغيض”.
واشارت الشبكة إلى “موكب (المباغتة) الشهير يوم الإثنين 25 مارس الماضي؛ ذلك الموكب الذي تغيرت بعده كثير من إحداثيات الصراع. وفي يوم الموكب العظيم، نهار (6) أبريل 2019، تصدر موكب شبكة الصحفيين مواكب تجمع المهنيين حيث انطلق في تمام الواحدة ظهراً”.
وذكرت الشبكة بأوضاع الصحافة السودانية التي “بلغت حداً من الأوضاع المُزرية ما لا يكاد يخفى على كل ذي بصر وبصيرة؛ فقد لقيت من استهداف السلطة القمعية نصباً، ومن مصادرة حرية التعبير رهقاً؛ تكميماً ومصادرةً وعنفاً واعتقالاً. إذ أمضى الصحفيون الأشهر والأيام والساعات الطويلة خلف القضبان وتعدت قائمة الصحفيين الذين اعتقلوا (100) صحفياً وصحفيةً، هذا بجانب منع صحفيين من الكتابة، وإيقاف مراسلين بوكالات الأنباء والفضائيات عن مزاولة أعمالهم؛ لكن تلك الانتهاكات لم تزدهم إلا عزيمةً وإصراراً”.