جنوب كردفان- عواصم- التحرير
في أحدث تطور بشأن الخلافات داخل ” الحركة الشعبية لتحرير السودان” علمت ” التحرير” أن ضباط ” الجبهة الأولى” اجتمعوا يومي 15 و16 يونيو الجاري، ووجهوا رسالة تأييد الى “الرفيق/ الفريق عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي، وقالت الرسالة “نؤمن على تكليفك رئيساً للحركة الشعبية وقائداً عاماً للجيش الشعبي”.
وعلى الفور رد مالك عقار برسالة تضمنت موقفه بشأن توقيعات ” جميع القادة والضباط بالجيش الشعبي والجبهة الأولى المؤيدة للحلو، كما تحدث عقار عن ” إيجابيات وسلبيات اجتماع الضباط” ودان مجدداً ما وصفه بـ ” انقلاب الحلو في المنطقتين”.
وتضمنت رسالة الضباط التي بعثوا بها الى الحلو ، والتي حصلت ” التحرير” على نسخة منها، التأكيد على ” تماسك الجيش الشعبي ووحدته تحت القيادة الموحدة للحركة الشعبية ( برئاسة الحلو)، وقال الضباط للحلو إن ” المعلومات التي تصلك غير صحيحة على أرض الواقع، وتعتبر تزويرا لا رادة شعب الإقليم”.
وجاء في رسالة الضباط أن ” عدم التنسيق بين القيادتين العسكرية والسياسية والمدنية أدى إلى تأزم الوضع بين القيادة العسكرية والسياسية، ويزداد الوضع سوءا يوما بعد يوم، وأصبح حضورك ( الحلو) ضرورة قصوى لوضع حد للأزمة في مدة أقصاها عشرة أيام من تاريخ الرسالة ).
ودعا الضباط في رسالتهم الى الحلو والتي أرسلوا نسخة منها الى مالك عقار وياسر عرمان الى ” ضرورة عقد المؤتمر العام للحركة الشعبية في غضون شهر من الآن لمعالجة الأزمة الحالية، وإجازة المستندات الخاصة بالتنظيم وتكملة المؤسسات”.
أما الرسالة التي وجهها مالك عقار وحملت توقيع” رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان” والتي حصلت ” التحرير ” على نسخة منها، فتناولت ” قرارات المجلس العسكري بجنوب كردفان/ جبال النوبة”، وشددت على أن ” وحدة الجيش الشعبي قرار صائب ” وأن “تأييد الانقلاب قرار خاطئ “، وأن “انفراد إقليم لوحده بالقرار ينهي قومية الحركة ويقذمها “.
وهنا نص رسالة عقار.
وصلني والأمين العام رسالة تحوي توقيعات جميع القادة والضباط بالجيش الشعبي والجبهة الأولى الحاضرين لاجتماع 15-16 يونيو الجاري، ونود في البدء أن نحيي رفاقنا الضباط وشجاعتهم التي أبدوها طوال فترة أزمة الحركة الشعبية والتي لن تنتهي بنتائج اجتماعهم هذا، ونثمن المجهودات الكبيرة التي بذلوها لتوحيد الحركة.
شخصي والأمين العام ونيابة عن الآلاف من أعضاء الحركة داخل وخارج السودان الذين انبروا بوضوح لمقاومة انقلاب عبدالعزيز آدم الحلو في المنطقتين ولا سيما في ولايات القطاع الشمالي الذين لم يرعبهم وجودهم في مناطق سيطرة النظام من إبداء آ رائهم دون وجل حينما تعلق الأمر بقضية استراتيجية تتعلق بحاضر ومستقبل الحركة.
إيجابيات اجتماع القيادة العسكرية بجنوب كردفان/ جبال النوبة:
أولاً: تحدثت القيادة بصوت واحد وموحد بغض النظر عن الموقف الذي اتخذته والقرارات التي توصلت إليها، وهذا وضع حداً لشبح الاقتتال الداخلي بين رفاق السلاح، وهو إنجاز كبير ومهم للجيش الشعبي والحركة ولأهل جبال النوبة والهامش وللسودانيين جميعاً الراغبين في إسقاط النظام، ومن المهم المحافظة على هذا الإنجاز في المستقبل لا سيما وإن النظام فشل طوال الحربين الأولى والثانية في إشعال فتن داخلية في جبال النوبة والنيل الأزرق، والأخيرة نجح مؤخراً نتيجة لاتصالات وتحريض مباشر من نائب رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو.
ثانياً: الفقرة الأولى والثالثة والرابعة أشارت الي جوانب مهمة من الأزمة وأغفلت جوانب آخري أيضاً هامة.
سلبيات الاجتماع:
أولاً: مضى الاجتماع في نفس اتجاه مجموعة مجلس التحرير المعين والتي تمت بمؤامرة من مجموعة محدودة أشرف عليها نائب الرئيس واختطفت قرار الحركة، وبما أن قرار الحركة يجب أن تحدده كآفة المجموعات المكونة للحركة، فلا يمكن لمجموعة محدودة أو حتى إقليم بكامله اتخاذ قرارات استراتيجية حول مستقبل الحركة الشعبية في إقصاء تام للآخرين، وإذا قبلنا ذلك بحجة الوزن العسكري أو غيرها إذن فليتوجب علينا قبولنا إقصاء النظام لنا بسبب قوته العسكرية، والإقصاء مرفوض من أي مصدر آتى، ولا يمكن القبول بالتهميش داخل مؤسسات المهمشين والتي في الأصل نشأت لإبطال كآفة أشكال التهميش. ولذا فإننا لن نقبل الانفراد بتحديد مستقبل الحركة من أي جهة كانت كبيرة أم صغيرة على نحو غير ديمقراطي، فهذا لن يؤدي لبناء حركة وطنية ديمقراطية ولا علاقة له بمشروع السودان الجديد.
ثانياً: الانحياز للرفيق عبدالعزيز أي كانت أسبابه وهي معلومة لنا لن يحل أزمة الحركة ولن يؤدي الي مواجهة فعلية مع “المؤتمر الوطني” ( الحزب الحاكم في السودان) بل سيقًزم الحركة ويشكل انتصارا مجانياً لمصلحة النظام.
ثالثا: عبد العزيز الحلو لم يعد عامل وحدة في جبال النوبة أو الحركة الشعبية، وله اتصالات مع جهات معلومة لنا تريد أن توظف الحركة الشعبية كحركة إقليمية محدودة ضمن مشاريعها المعدة سلفاً، وستكشف الأيام عن ذلك.
رابعاً: عقد مؤتمر عام خلال شهر بالضرورة لن نشارك فيه لأنه يأتي عبر انقلاب ويستبعد قوى مهمة في النيل الأزرق وولايات القطاع الشمالي والمهجر ولن يسمح بالإعداد للوثائق أو الاتفاق على لجنة تحضيرية تحقق الإجماع، وبدأ بإصدار قرارات بمنع قادة الحركة الشعبية بدخول المناطق المحررة، وكان من وجهة نظرنا شخصي والأمين العام أن تترجل القيادة الثلاثية وان يتولى التحضير للمؤتمر قيادة مؤقتة تتكون من الرفيق اللواء جقود مكوار رئيساً للحركة واللواء أحمد العمدة نائباً للرئيس واللواء عزت كوكو رئيساً لهيئة الأركان وفق الأقدمية السياسية والعسكرية فيما يخص هيئة الأركان، وأن يتولى الرفيق محمد أحمد عمر الحبوب موقع الأمين العام والذي لم نتمكن من التشاور معه (عندما رفض الرفيق أنور الحاج ذلك)، رغم إن هؤلاء الرفاق جميعاً رفضوا أن يكونوا بديلاً للقيادة الحالية، ولم يسع أي منهم لموقع من المواقع.
كما أكدنا علناً إننا لن نترشح لأي موقع بأي حال من الأحوال في المؤتمر القادم، وكنا نتمنى من الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو أن يحذوا حذونا. ولذا فإننا غير معنيين بالفقرتين إثنين وخمسة من نص رسالة اجتماع الضباط، وإذا كنا نقبل بانقلاب عبدالعزيز لقبلنا بانقلاب البشير من قبله.
خامساً: لا زلنا نرى إن القيادة المؤقتة المكونة من أعضاء المجلس من غير ثلاثتنا تشكل المخرج الوحيد والحقيقي الذي سيحافظ على وحدة الحركة الشعبية، ونتوجه للرفيق عبد العزيز بقبول هذا المخرج لأن تمزيق الحركة الشعبية لن يحقق الا مصالح أعدائها.
سادساً: شخصي والأمين العام وآخرون كثر لدينا موقف معلوم من طرح قضية تقرير المصير ونرى إنه سيأتي خصماً على المنطقتين أولاً، ورؤية السودان الجديد قبل الآخرين، وهذه القضية لن تحل في مؤتمر يعقد على عجل وبقيادة سبق أن أعلنت موقفها من هذه القضية، ونحن مع نقاش حر وديمقراطي حول هذه القضية الهامة.
أخيراً:
إننا سنجري اتصالات مع كل الرفاق الرافضين للانقلاب للبدء في مسيرة جديدة لإعادة بناء حركة وفق رؤية السودان الجديد لكل السودانيات والسودانيين الراغبين والراغبات، وبمراجعة وتقييم نقدي وشامل لكامل تجربتنا بما في ذلك وسائلنا النضالية، وإرساء مفهوم الحقوق والواجبات المتساوية داخل الحركة، كمقدمة لازمة للنضال من أجل تحقيق المواطنة المتساوية في كل السودان، ففاقد الشيء لا يعطيه.
وسوف نتوقف نهائية عن أي مشاركة في المفاوضات أو أي إتصالات مع نظام الخرطوم وسنركز على إعادة بناء الحركة وفق أسس جديدة، والحركة الشعبية مستقبلها الحقيقي يكمن في إزالة النظام الحالي وبناء نظام ديمقراطي لكآفة السودانيين.
شخصي والأمين العام عند موقفنا في إختيار قيادة جديدة والعمل معها على نحو وثيق لبناء حركة جديدة ومع القوى الآخرى التي تشاركنا رؤية السودان الجديد، وإجتماع المجلس العسكري هو نهائية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في مسيرتنا الطويلة من أجل السودان الجديد، إننا نثق في شعبنا وفي المستقبل وفي قدرات أعضاء الحركة.
إننا نحث الجميع ونوجه عضويتنا بالإبتعاد عن المرارات وعدم الدخول في أي صراعات تبدد طاقاتنا في وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها، ونحن نعتز أيما إعتزاز برفاقنا الذين شاركوا في إجتماع المجلس العسكري في جبال النوبة وكنا ننتظر نتائج إجتماعهم لنقول موقفنا النهائي، ونعلم إنهم مناضلين أفنى معظمهم زهرة شبابهم في النضال ضد فاشية الخرطوم، وعلينا جميعاً أن نترك فرصة لما سيأتي به المستقبل فربما نلتقي مجدداً في رحاب حركة تسع جميع السودانيين، فالذي يجمعنا أكثر من الذي يفرقنا، ولنا تجارب من الحركات الثورية وإنقساماتها بمافي ذلك الحركة الشعبية.ا
النضال مستمر والنصر أكيد
مالك عقار آير
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
17 يونيو 2017م