الخرطوم – التحرير:
أقام حزب الأمة القومي بداره بأمدرمان السبت (17 يونيو 2017م) إفطاره الرمضاني، وقال رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي في كلمته عقب الإفطار: “إن أي محاولة لإلحاقهم بالنظام – كما يتمني بعضهم- غير مجدية، لافتاً إلى أنهم في حزب الأمة “لا يمكنهم أن يتحملوا أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام ضمائرهم، ما اقترفه النظام من إخفاقات”، وأضاف: “الخيار الوحيد هو هندسة طريق نحو الحكم والسلام والدستور لا يعزل أحداً، ولا يسيطر عليه أحد”، منوهاً بأن “جدوى هذا الخيار تتطلب من النظام إعلان وثيقة حقيقية نحو هذا الفجر الجديد”.
وطالب الصادق المهدي النظام بإجراءات للمناخ الجديد “عبر وقف العدائيات، وانسياب الإغاثات، وإطلاق سراح المحبوسين، وإطلاق الحريات، فضلاً عن اتفاق سلام عادل قائم على أن الهوية السودانية مركبة من التنوع السكاني، إضافة إلى المساواة، وإقامة حكم انتقالي قومي لا يهيمن عليه أحد، وتمثل فيه كل القوى السياسية، وأن يكون غالبه تكنوقراط”.
ووصف الإمام مدة الثماني والعشرين عاماً التي حكم فيها النظام بأنها “أسوا فترة حكم من حيث الأداء”، معلقاً بأن: “إن النظام اكتسب طول العمر مع سوء العمل”، وأشار إلى أن حوار الوثبة المقيد بغياب الحريات أصبح محلك سر؛ وسخر الإمام من الحكومة حينما قال: “إن بعض الطُرف تصور المواطنين يهنئون بعضهم إذا اصيب أحدهم بـ (الإمساك)؛ دليلاً على أنه ناج من الوباء ذي الاسم الملطف في إشارة إلى الكوليرا، وتسميتها بالإسهال المائي”.
ونوه رئيس حزب الأمة القومي إلى ما يتوهمه النظام من “أن معارك قوز دنقو، وأخيراً شمال وشرق دارفور، وانفجار الموقف في النيل الأزرق كفيلة بإنهاء المقاومة المسلحة”؛ مضيفاً “أن الحقيقة أن القوى المسلحة ما زالت موجودة في عدة مناطق بالبلاد”، واستنكر شماتة الإعلام الرسمي في ياسر عرمان عقب الخلافات الأخيرة بالحركة الشعبية، وكيف أن الاعلام الرسمي طبل لإبعاده، “بصرف النظر عن التصعيد الجديد على نهج من أقلق منامه المرقوت، ثم شب حريق أحرق سريره وبيته فقال (كيتا في المرقوت) “.
وقال المهدي: “إن التحديات الأمنية لن تنتهي إلا باتفاق سياسي؛ ووصف الاستشهاد بخفض قوات اليوناميد على استقرار الأحوال بالوهم”، ولفت إلى “توهم النظام حيال الإجراء المحدود لرفع العقوبات من أنه سيؤدي إلى التطبيع مع الأسرة الدولية”، ونفى تسليح حزب الامة للقبائل العربية إبان الحكومة الانتقالية، لافتاً إلى أن هذه الحكومة وقتئذ سلحت حرس العمد في القرى المستهدفة تسليحاً محدوداً، حينما خططت الحركة الشعبية في ذلك الوقت للهجوم على بعض القرى العربية في منطقة الجبال.
وحول التأسيس الرابع لحزب الأمة، أكد رئيسه “الفصل التام بين هيئة شؤون الأنصار بوصفها هيئة دعوية وبين الحزب السياسي بوصفها مؤسسة تشمل الأنصار وغير الأنصار، والمسلم وغير المسلم، بجانب ترسيخ مؤسسة الحزب؛ وذلك بتكوين كلية انتخابية؛ لترشيح قيادة الحزب القادمة؛ لينتخبها المؤتمر العام، إضافة إلى إقرار أساس حاسم لمسألة الدين والدولة بالالتزام بالدولة المدنية، وحرية الأديان، بجانب الالتزام بالدولة الديمقراطية”.
شهد الإفطار حضوراً جماهيرياً مكثفاً، شمل قيادات الحزب، الذين تقدمهم رئيس الحزب، ونائبه الفريق صديق إسماعيل، فضلاً عن القيادات التاريخية للحزب، مثل: علي حسن تاج الدين وعبد الرسول النور، ولفيف من ممثلي القوى السياسية، وعلى رأسها الأحزاب: الشيوعي، والجمهوري، والتحالف السوداني، والمؤتمر السوداني، والبعث الأصل، والحزب القومي، والإصلاح الآن، وتجمع الوسط، والناصري، والوطني الاتحادي، والمؤتمر الشعبي، والإخوان المسلمين، وممثلو السائحون، وحركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح مناوي، وتحالف السدود، والمفصولين مدنياً وعسكرياً، إضافة إلى رموز السلك الدبلوماسي.