الحكومة الانتقالية تعتقد ان الخرطوم هي السودان، واذا تم حل مشكلة المواصلات أو الخبز أو الوقود في الخرطوم معناها ان الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح . كل الوزراء همهم غرضاء سكان الخرطوم. المصيبة أنهم اختزلوا كل السودان في ولاية الخرطوم.
الكل يعلم ان الثورة انطلقت شرارتها الأولى من الدمازين وعطبرة، وبعدها تحركت الخرطوم، وأكملت الإنجاز التاريخي.
كل ولايات السودان (عدا الخرطوم) لم تشعر بأي تغيير. الوجوه نفسها، والسياسات نفسها،.يا أخي حتى الوزراء لا يزورون الولايات على أقل تقدير للتبشير بالوضع الجديد.
إذا أخذنا الولاية الشمالية مثالاً..لم يتغير شيء فيها إطلاقاً.. بل عكس ذلك، ازداد الوضع سوءاً بوجود والٍ متغطرس لا يسمع إلا نفسه. لا سياسات جديدة، ولا خطط. يعيشون رزق اليوم باليوم. الولاية مقبلة على الموسم الشتوي: ماذا أعد والي الولاية لهذا الموسم؟ هل تم ترتيب انسياب الوقود؟ هل تم تأمين التقاوي؟ هل تم تأمين المعدات الزراعية والآليات؟ هل تم تأمين الاسمدة؟ لن تجد إجابة… إذن.. هذا يعني فشل الموسم الزراعي قبل أن يبدأ!
هل تعتقد حكومة حمدوك أن انسياب القمح السعودي الإماراتي سيستمر إلى أن يرث الله الارض ومن عليها؟
ولايتك التي تنتج القمح للسودان وهي الشمالية لم تستعد لزراعة القمح. فمن أين ستوفر الخبز والرغيف لشعبك؟
لماذا تأخر تعيين الولاة المدنيين وتكوين حكومات الولايات حتى الآن؟ هل ما سمعناه صحيح: أن الحركات المسلحة هي من طلبت ذلك حتى يتم توقيع اتفاقية السلام أولاً، ثم يتم تعيين الولاة والحكومات الولائية؟
ومن يضمن لنا ان هناك اتفاقية ستوقع أصلا؟ لست متشائماً، ولكن قرائن الأحوال تقول إن ذلك ما زال بعيد المنال، ليس لأن الحكومة لا تريد ذلك، بل لأن الحركات المسلحة والمتمردة لا تريد ذلك، (وبطلوا بقى حكاية الكفاح المسلح والكلام الناعم الما ليه لازمة).
سيادة رئيس الوزراء: الولايات في مشكلة حقيقية، والوضع لا يقبل الانتظار، ولن تنتظر (دلع الحركات المسلحة).
وأصدقك القول إذا أتت كارثة لحكومتك لن تأتيك من الحاج يوسف أو الكلاكلة أو أمبدة … ستأتيك الكارثة من الولايات التي لم تلتفتوا إليها حتى الآن.
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد.