كان يوم أسود دخول مسلمتين للكونغرس: العضوتان رشيدة طليب والهان عمر امتطتا ظهر اليسار المتشدد فى الحزب الديمقراطى فى غفلة، وعندما طاب لهما المقام فوق ظهر حمار الديمقراطيين الأزرق شرعتا فى هز أرجلهما، والمثاليون الطيبون من اليسار لم يسمعوا من قبل عن شى اسمه التقية ولا عن شى اسمه الضرورات تبيح المحظورات، وبالطبع لا يدرك اليسار أن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين قد اخترق الحزب الديمقراطى عن طريقه، ولأنهم أسرى أحلامهم الوردية فلن يصدق يساريو الحزب الديمقراطى من يقول لهم: إن هدف الجهاز السرى لتنظيم الإخوان الإرهابى بعد عمر طويل هو وراثة البيض فى الحزب الديمقراطى بمحافظيه ووسطه و يساره، برجاله ونسائه ومنظمات شبابه!!
ونظرية المؤامرة لا مكان لها من الإعراب هنا… لأن الإخوانجية فعلوها من قبل عندما كانوا (قطة مغمضة) فركبوا فوق ظهر مسلمى أميركا السود سنين عددا، عندما كانوا غرباء تمسكنوا وارتموا فى أحضان مسلمى المجتمع الافرواميركى، لكن فى أول سانحة عندما وجدوا ضالتهم فى قلة من البيض، هرولوا نحوهم تاركين مسلمى السود خلفهم.
لقد تنكروا للسود الذين أشاعوا عن عيونهم الغشاوة، ولكن لأن الجبن و الدناءة والانتهازية والاستنكاح طباع متأصلة فى الإخوانجية، عادوا مسرعين بعيون خايفة للمسلمين السود عندما كشر لهم الأميركيون عن أنيابهم عقب احداث سبتمبر، عادوا ليس حباً فى الإسلام ولا حباً فى السود، بل للاستفادة من خبرات السود فى حقل الحقوق المدنية لتفادى تداعيات أحداث سبتمبر التى عمقت الإسلاموفوبيا..!!
خطفت رشيدة طليب الأضواء أمس وهى تزدرى هيلارى كلينتون نيابة عن بيرنى ساندرز المرشح الذى تسانده، ثم اعتذرت، وقبلها هاجمت الهان عمر اليهود ثم اعتذرت، والحادثان يكفيان لكى يرمى الاستابلشمنت فى الحزب الديمقراطى ثقله وراء دائرتيهما ما سيتعذر معه إعادة انتخابهما، هذا إذا لم يتم صفعهما قبل انتهاء الانتخابات التمهيدية لمرشحي الرئاسة !! وقد قرأت طلب هاورد دين الرئيس السابق للحزب الديمقراطى من ساندرز التدخل فوراً لوقف مشاغبات طليب وأمثالها فى سبيل توحيد الحزب للفوز على ترمب.
بعض مسلمى أميركا يظن ان المحيط الذى يفصله عن دياره كفيل بأن يبتلع عدم الاتساق الذى يشكل أساس تعاملاته داخل أميركا، لا يمكن للمرء أن يرتدى طاقية اليسار المتشدد داخل أميركا، ويتبنى قيمه وبرامجه وشعاراته، مرتدياً فى ذات الوقت طاقية حماس وقطر وتركيا!!!
من المواقف التى تستدعى التسجيل ان الهان عمر امتنعت عن التصويت لصالح قرار الكونغرس الاعتراف بالإبادة التى تعرض لها الأرمن على يد تركيا، وهو القرار التاريخى الذى مرره الكونغرس بالإجماع موخراً.. كيف تدعى الانتماء لليسار، و يتنكر ضميرك لمثل هذه الأهوال التى طالت الإنسانية؟
أحلام ساندرز المستحيلة ورعونة جمهوره الذى يشبه جمهور ترمب واستعداد فرقة النائبتين المسلمتين للحديث باسمه ستؤدى الى الانقسام فى صفوف الديمقراطيين .. زبدة الانتقادات التى تنصب اليوم على نافوخ حملة ساندرز تنتهى بعبارة واحدة يرددها الديمقراطيون وهى: أليس هذا ما نحاول التخلص منه؟ عندما يكون ساندرز فى نظر كثيرين من الحزب الديمقراطى صورة بالكربون من ترمب يبقى هو والمسلمتان عليهم العوض !!
إصرار ساندرز و فرقته على إدارة حملة تعادي أهل الحل والربط في الحزب الديمقرطي وحده سبب كاف ليحصد ترمب الفوز، وكان ترمب قد فاز في الانتخابات السابقة نتيجة لامتناع جمهور ساندرز التصويت لهيلاري كلينتون!!
وإذا حدث ذلك فسوف يكون ( ترمب يهدي الفوز لترمب) آفضل مانشيت صحفي في ذلك اليوم المشئوم !!