المدوَّنة الصحفية –صعوبات التأجيل والتفادي .. !
هيثم الفضل
- أن تجرِفنا عواطفنا الثورية حتى يتعذر علينا رؤية (عيوبنا ) وعيوب من ( يُمثِّلنا ) ، هو بالأحرى خطرٌ آخر يتهدَّد مسيرة التحوُّل والتغيير و( يؤخِّر ) ميلاد السودان الجديد بكُل ما زيَّناهُ به من فضائل.
- الضبابية التي إتسمت بها الكثير من بنود الوثيقة الدستورية يجب الإعتراف بأنها كانت ( خطأاً ) إستراتيجياً ندفع ثمنهُ الآن بُطئا وتسويفاً ومُماطلة في تحقيق مطالب شعبنا الثائر ، صحيح كانت هناك الكثيرُ من الأسباب الموضوعية التي تدفع المتفاوضين ( للعجلة ) في الخطو نحو بناء هياكل الحكم الإنتقالي ، إلا أن الشعب السوداني الذي أدهش بوعيه العالم كان يتوقَّع أن ترتفع مستويات ( الحصافة ) و( القُدرة على قراءة المستقبل القريب والبعيد ) عند الذين تقَّلدوا زمام الأمور آنذاك إلى مستوى التحديات والآمال والطموحات التي ما فتئت تداعب خيال دُعاة الحرية والعدالة والمساواة.
- فالقيود التي ( تُكبِّل ) أيدي حكومتنا الإنتقالية الآن وتمنعها من الأداء العاجل والملموس في ملفات تفكيك الدولة العميقة والسيطرة على مؤسسات المؤتمرالوطني الإستراتيجية وقطع خطوات ظاهرة ومحسوسة في معالجة ( مخاطر ) إستمرار غرق المواطن السوداني في دائرة الفقر وإنغماسهِ في مستنقع الضائقة المعيشية المستمرة والمتفاقمة يوماً بعد يوم ، ثم عدم القدرة على تخطي ( عقبة ) السلام وتوابعها الإستراتيجية االمتمثِّلة في تشكيل المجلس التشريعي وتعيين وُلاة الولايات حتى الآن ، هي في الحقيقة ذات القيود التي كبَّل بها ( الفساد والإستكبار الكيزاني ) إمكانيات ومُقدَّرات حكوماته المتعاقبة وقدرتها على ( تأجيل وتفادي ) ثورة الشعب عليها ..
- على ما يبدو نحن نسير في ذات الدرب الخطير إن لم نرعوي ونتفكَّر ونتذكَّر ، حكومتنا الإنتقالية تكابدُ الصعاب ليس في هدم القديم و بناء الجديد ، إنها الآن تعاني ذات الصعوبات المُتعلِّقة بـ ( تأجيل وتفادي ) ثورة الشارع عليها ولكن عبر (أدوات) و( دوافع ) جديدة مُستوحاة من ( أدب الثورة ).
- اللهم إنا قد إستودعناك دماء شهدائنا وتضحياتهم فلا تردنا عن مبتغانا خائبين.