أثارت قصة الطفل السوداني بدولة قطر والذي يعاني من وضع صحي حرج وتعامل السفارة السودانية معه بصورة غير لائقة وغير إنسانية أثارت ردود أفعال واسعة لدى السودانين بالداخل والخارج، الأمر الذي يعكس مدى الاستهتار الذي تتعامل به بعض الجهات السودانية المسؤولة خارج البلاد مع رعاياها من المواطنين السودانيين، وقد ظل هذا هو ديدن سفارات السودان بالخارج في التعامل مع السودانين حيث الاهمال الواضح لقضايا ومشاكل المواطنين وعدم الاهتمام بما يمكن أن يعترض طريقهم خارج حدود الوطن.
حوش السودانيين :
رسالة متداولة عبر المواقع الاسفيرية تحدثت عن حادثة ذلك الطفل السوداني بدولة قطر وبحسب قروب (حوش السودانيين في الدوحة) فإن أحد أبناء السودانين تعرض عند ولادته لنقص أكسجين وأصبح يعيش على الأجهزة المنقذة للحياة عبر جهاز أكسجين وبعد أن أكمل الطفل ستة شهور كان من المفروض أن يستخرج له جواز سفر من أجل الإقامة وهو طريح الفراش في المستشفى
وأشارت الاسافير إلى أن8 والد الطفل كان قد طالب حينها من السفارة السودانية في دولة قطر الحضور للمستشفى من أجل القيام بالاجراء لاستحالة مغادرة الطفل للمستشفى، وقالت أسرة الطفل إن ذلك الأمر تم بعد شد وجذب ليقوم موظف من السفارة بأخذ بصمة الطفل لاستخرج الرقم وطني دون استخراج الجواز.
استنكار :
ووفقا لـ(قروب حوش السودانيين في قطر) فإن أسرة الطفل حينما طالبت بحضور موظف الجوازات لعمل إجراءات الجوز رفضت السفارة ذلك وطلبت حضور الطفل الذي يعيش على الأجهزة وبالفعل تحركت أربعة عربات إسعاف و طاقم كامل للعناية بالطفل ودخلت به مجمع السفارات لأجل سحب استمارة الاجراءات واخذ البصمة من الطفل المريض، ووجد هذا التصرف استنكار شديد وسط أعضاء الجالية السودانية في قطر و اعتبروه تعامل غير إنساني من السفارة السودانية مع رعاياها الذين يقعون ضمن مسؤوليتها.
تعامل السفارات السودانية :
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت في أوقات سابقة عن المعاملة السيئة التي يتلقاها السودانيين بالكثير من دول العالم خاصة منطقة الخليج.
وبحسب ما جاء بصحيفة (صدى الأحداث) الأسبوع الماضي فقد طرد موظفو السفارة السودانية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية السودانيين للشارع بحجة أداء الصلاة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السودانيين في المملكة يتلقون معاملة فظة وقاسية للغاية من أعضاء السفارة السودانية في الرياض والقنصلية في جدة.
و لفتت الصحيفة إلى مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الإجتماعي قد أظهر إخراج كل السودانيين الذين ينتظرون إجراء معاملات للشارع بحجة أداء الصلاة لطاقم السفارة.
وأوضح المقطع وجود عشرات النساء السودانيات بالخارج على الرصيف ويفترشن الأرض في منظر مؤلم في إنتظار السماح لهن بدخول المقر من جديد لإكمال معاملاتهن.
الرشيد ابوشامة : تشنج وقصور:
ويصف الدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامة في حديثه لـ(التحرير) تصرف موظف السفارة السودانية بقطر الذي رفض الذهاب لعمل إجراءات جواز السفر للطفل وصفه بالتصرف الذي يفتقد للشعور بالإنسانية ، وأضاف قائلا : (لو كنت في محل موظفي السفارة لذهبت لهذا الطفل في مكانه ولو كان في البيت) .
وأشار السفير أبوشامة إلى أن ما قام به موظف السفارة يعتبر تشنج وقصور في الخيال والتفكير ، لافتا إلى أن تلك التصرفات تتعلق بطبيعة الإنسان نفسه لأنه يفتقد للمشاعر وللإنسانية ، وتابع بالقول لابد للإنسان من التواضع وهو يعمل على خدمة الآخرين ولكن للأسف هنالك بعض السودانيين ممن يشغلون وظائف كبيرة يعتقدون أن خدمة الناس الذين هم في ظروف خاصة تقلل من مكانتهم وهذا مفهوم خاطئ طبعا.