ذات مرة طلب مني الدكتور مرتضى الغالي إجراء مقابلة صحفية مع الدكتور علي الحاج لصالح صحيفة كان يراسلها من الخرطوم فوافقت قبل أن أتصل على الرجل لطلب تلك المقابلة التي وافق على إجرائها فوارا مع تحديده لزمنها في منزله.
أخطرت الدكتور مرتضى بالموافقة وطلبت منه مدي بالمحاور التي يمكن أن ينبني عليها الحوار أو المقابلة فقال لي أترك لك الأمر يا عماد.
حملت حقيبتي وجهاز التسجيل الخاص بي إلى أن وصلت منزل علي الحاج عبر المواصلات العامة .
عندما وصلت وجدت ثلاثة من الشباب مفتولي العضلات بزيهم الملكي سألتهم إن كان الدكتور موجودا فردوا على بسؤال هل أنت الصحفي عماد عبد الهادي قلت لهم أنا هو. ذهب أحدهم لإخطار علي الحاج بقدومي. أما الثاني فخرج وكأنه يتحسس إن كان معي شخص آخر، وأما الثالث الذي يطلق عليه لقب أو اسم ( البنا ) فجلس بجانبي وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث حتى دخلنا في موضوع المعارضة والحكومة والطابور الخامس والعملاء. فبدأ يشتم في المعارضة التي يطلق عليها صفة الطابور الخامس بشيء من الوقاحة والألفاظ النابية جدا. فقلت له يا أخوي المعارضون سودانيون يرفضون حكم الإنقاذ بمثل ما ترفض الإنقاذ حكمهم الذي انقلبت عليه. فقال لي انت عايز تقارن العملاء بالإنقاذ . وأردف ديل خونة ساكنين في الفنادق ويشربوا في الخمور ويعربدوا وعايز تقول انهم سودانيين؟ فقلت له طبعا سودانيين. فقال لي لو هم رجال وسودانيين جد جد خليهم يجوا راجعين. وقبل أن أرد عليه وأنا اتململ من تأخر الأمر بدخولي على علي الحاج. قال لي انت عارف الناس ديل جبناء جدا. والله نحن لو قمنا عليهم نخليهم يفزوا من فنادقهم دي ذاتها. لكن نحن عايزين أولا ننضف البلد من القاعدين معانا هنا وعاملين لينا فيها إنهم رجال. وزاد… وكأنه يريد أن يوصل رسالة لشخصي… ( زي زولهم الاسمو الأمير نقد الله دا عامل فيها أرجل منو مافي . لكن والله بتمنى يسلموني ملفوا احسمو في يوم واحد وبعدها أقدم استقالتي وأكون مرتاح البال. وبغضب شديد ( والله أمنيتي أن اقتل هذا الشخص دا وبعدها أبطل الشغل في الجهاز ). فقلت له انت بينك وبينو موضوع خاص ولا شنو زعلان منو كدة؟ قال لي ياخي دا وصل مرحلة يتطاول فيها على الحركة الإسلامية وعلى شيخ حسن ذاتو. ثم صمت قليلا وقال تعرف نحن لو خلونا للزيو دا بنأدبوا أدب.
وبدا يسرد لي قصة ظللت استغربها إلى أن جاءت فعلتهم مع الأستاذ أحمد الخير . إذا قال الرجل (( والله تعرف مرة في واحد عامل فيها راجل من المعارضين العملاء ديل اسمو كمال تقريبا ، وصادف وجوده معنا وصول أسراب من الجراد العتاب في خريف95 . فطلبنا من الشماسة في موقف الشهداء جمع أكبر كمية من ذلك الجراد الحي. ولما جابوه لنا قمنا بحشوه للرجل في دبره إلى أن دخل في غيبوبة ووديناه جدعناه في مستشفى أم درمان وعملوا له غسيل معوي وبعدها هرب إلى كندا ولا أميركا ما عارف. قبل أن يبدأ في الضحك وإعادة ترديد أمنيته في قتل الأمير نقد الله. .. ولما انتهى من تلك القصة كدت أبكي من الغضب وتمنيت لحظتها إن كان بيدي ما يسكت هذا المجنون. فقلت له عليك الله شوف لي صاحبك دا لو الدكتور ما عايز يقابلني أنا لازم أمشي على أن نلتقي في الأيام الجاية لأنك شوقتني للونسة معاك يا البنا فقام وخرج مسرعا ثم عاد ليقول لي انتظر شوية الدكتور موجود بس بجهز في أوراقو.
الغريبة إن لبنا دا لما هرب علي الحاج إلى ألمانيا تمت مطاردته هو من قبل ذات الجماعة التي ينتمي لها ولا أدري إلى أين انتهى به المصير.