احتفى مركز راشد دياب للفنون بالتعاون مع الجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان ” تداعي” وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة باليوم العالمي لمرض السرطان الذي يصادف اليوم الرابع من شهر فبراير من كل عام، ويأخذ هذا العام شعار ” هذا أنا … وهذا ما سأفعل”، تحدث فيه مجموعة من المختصين كل في مجال تخصصه.
وبدايةً قالت الدكتورة نهى علي الخليفة: “أن الاحتفال باليوم العالمى لمرض السرطان قام بالتنسيق له الإتحاد الدولي لمكافحة السرطان بتوجيه من منظمة الأمم المتحدة، وإن هذا اليوم تقام له فعاليات خاصة تصب في إطار تقديم الجرعات العلاجية للمرضى”، لافتة إلى أن مرض السرطان من الأمراض القابلة للشفاء، وبخاصة عند الأطفال صغار السن، وترى أن عدم إدراك الطفل المرض وخطورته يساعد كثيراً على سرعة شفائه.
وأوضحا أن بعض الأسر تتقبل إصابة أطفالهم بمرض السرطان بطيب خاطرٍ، فيما تستنكر أسر أخرى وقوع هذا المرض، وطالبت الدكتورة نهى علي الخليفة بأهمية رفع درجة الوعي داخل الأسر والأوساط المجتمعية بصورة عامة، وكشفت عن مجموعة من المحاذير التي تسبب هذا المرض، من بينها: المواد الحافظة الموجودة في بعض المأكولات الجاهزة، وطالبت بضرورة تناول وجبات طبيعية، إضافة إلى ممارسة رياضة المشي، كما طالبت الدولة ببناء مراكز علاجية للأورام في ولايات السودان المختلفة، إلى جانب شراء عربات طواري لنقل المصابين من الأطفال بمرض السرطان إلى مراكز العلاج، ومن جهتها أكدت وجود تناغم وتعاون تام بين الجمعيات الثلاث العاملة في مكافحة مرض السرطان، وهي بسمات، وجوانا، وتداعي .
وتعرض الدكتور حذيفة علي البشير في حديثه إلى طرائق مكافحة مرض السرطان ، فقال إن العلاج يكمن في رفع حالة الوعي بمرض السرطان، لافتاً إلى أن هذا المرض يعدّ مجموعة من الأمراض المتداخلة التي تصيب جسم الإنسان، وهو ينمو بطريقة غير طبيعية، ومن ثم تبدأ تتشكل الأورام، وأعرب بأن خلايا الدم البيضاء هي أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ويرى بأن هنالك عوامل كثيرة تزيد من الاصابة بالمرض، مثل: التدخين الذي يمثل سبب نسبة “85%” من الإصابة، وذهب إلى أن الوقاية من المرض هو الامتناع عن التدخين ، وأكد أن هنالك فرقاً بين الإصابة بمرض السرطان عند الكبار والاصابة عند الأطفال، وأشار إلى أن النساء هن أكثر عرضة للأصاية بمرض السرطان من غيرهن، بخاصة النساء اللائي وصلن حالة من اليأس.
وأقر الدكتور حذيفة بأن مرض السرطان من أخطر الأمراض المهددة لصحة الإنسان، وكذلك من أكثر الأمراض التي تهدد موارد الدولة، ومن ثم، يمثل كابوساً لكثير من الأسر ، وطالب جميع الأسر بضرورة وأهمية تقديم الدعم المعنوي والنفسي لمريض السرطان، مشيراً إلى هذا الدعم له تأثيراته الإيجابية السريعة والفعالة في صحة المريض .
وقامت ممثلة للجمعية السودانية لأصدقاء الأطفال مرضى السرطان “تداعي” ندى عبدالله علي في كلمتها بالتعريف بجمعية تداعي، والدور الكبير الذي تؤديه في تقديم الخدمة المجانية لمرضى السرطان وعلاجهم، وكشفت أن الجمعية تأسست في عام 2007م وأضافت بأنها تعمل على تقديم مجموعة من الرسائل للمرضى وللأسر من خلال مركزين الأول في ولاية الجزيرة والمركز الثاني في الولاية الشمالية، وهي تتعلق بتقيم التوعية للأسر وجميع فئات المجتمع المدني في المدارس الثانوية والجامعات، ورفع حالة الوعي بمخاطر مرض السرطان، وضرورة الإسراع بالكشف الدوري، وبالتالي محاولة معرفة هذا المرض في مراحله الأولى.
وذكرت ندى أن الجمعية أسست في العام 2010م استراحة لاستضافة مرضى السرطان ومرافقيه؛ بهدف ضمان أخذ الجرعات العلاجية للمريض في وقتها المحدد، إضافة إلى الأكل والشراب والترحيل من وإلى، مشيرة إلى أن الخيرين هم الذين يقومون بتقديم الخدمات والاحتياجات اللازمة لهذه الاستراحة، وأكدت أن جمعية “تداعي” تعمل في ظل توأمة علاجية وتبادلية مع برج الأمل عن طريق استمارة تتضمن دراسة حالة المريض ووضعه الاجتماعي.
وطالبت الحكومة بضرورة توفير قطعة أرض وبنائها؛ تكون واحة للمصابين بمرض السرطان .
وتحدث سليمان المعصراتي من سورية عن تجربته مع مرض السرطان، وسرد كيف تغلب على هذا المرض وتماثل للشفاء، وألقى الضوء على الجمعية السودانية لأصدقاء مرضى السرطان “تداعي” بوصفها جهة متطوعة تعمل من أجل مكافحة هذا المرض، ووصفها بخلية النحل، وقال أن “تداعي” تملك القدرة على العطاء ورسم البسمة في قلوب جميع المرضى المصابين بمرص السرطان.
وختمت الجلسة بتقديم فواصل غنائية قدمها كل من الفنان الطاهر سعدابي وبهاء جنرال.