__
عندما كنا تلاميذ في مرحلتي الابتدائية والثانوية العامة في بداية و اواسط السبعينيات ( لقد هرمنا !!!!) في اقصى شمال السودان ( مدينة عبري حاليا وقرية عبري في ذلك الزمان ) .
كانت توزع لنا في المدارس انواع فاخرة جدا من الجبن الرومي والتونا وصابون الفنيك والديتول ويقام معسكر سنوي للعلاج من مرض التراكوما وبعض الاوبئة الاخرى .
ونحن اطفال كان يقال لنا ان هذه الاغذية والعلاجات من منظمات الامم المتحدة والمعونة الاميركية . وكنا لا نفهم ماذا تعني منظمات امم متحدة ولا نفهم معنى المعونة الاميريكية … !! الذي نفهمه في ذلك الوقت اننا نكون في غاية السعادة ونحن نتناول وجبة الافطار في المدرسة بالجبن الرومي والتونا الفاخرة !!
ٱن لنا ان نسأل الان .. تحت اي بند من بنود الامم المتحدة كانت تمنح هذه العطايا ؟؟ تحت البند السادس ام السابع ام البند رقم مليون ؟؟!!
أقام البعض الدنيا ولم يقعدها .. بكى من بكي وصرخ من صرخ في اللايفات ودبجت المقالات.. من لدن الجزولي حتى اخر كاتب لا يعرف اين مقر الامم المتحدة .. وكلهم يبكون على السيادة الوطنية التي اهدرها حمدوك وان حمدوك سلم السودان على طبق من ذهب للاستعمار الحديث المتمثل في الامم المتحدة .
كل هؤلاء نسوا او تناسوا ان الامم المتحدة موجودة وبجيوشها واسلحتها وتحت البند السابع ودخلت السودان رغم انف البشير وحكومته منذ العام2007 وحتى اللحظة في دارفور وابيي وجبال النوبة .. !!!
اين كنت يا الجزولي وأكثر من 25 الف جندي اممي دخلوا السودان وبالقوة الجبرية ومازالت اعداد ضخمة منهم موجودة …. لماذا لم تبث في اللايف اعتراضاتك كما تفعل اليوم .. ام كنت تخاف من ولي نعمتك ؟؟!!
كغيري ذهلت من خطاب حمدوك للامم المتحدة في بداية الامر … ولكني قرأت ما فعلته بعثة الامم المتحدة تحت البند السادس في بعض الدول مثل ليبيريا وسيراليون وساحل العاج .. واصبحت على قناعة كاملة ان حمدوك اتخذ الخطوة الصحيحة بطلبه هذا مهما تشدق المعارضون لهذه الخطوة
هب انه تم توقيع اتفاقيات السلام في دارفور والمنطقتين اليوم … من اين لحكومة عاجزة اليوم عن اطعام سكان الخرطوم فقط … من اين لها ان تعيد اكثر من 4 ملايين نازح لمناطقهم وتوفير المسكن والعلاج والتعليم لهم ؟؟!!
من اين لهذه الحكومة ان تعالج اوضاع هؤلاء الالاف من قوات الحركات المسلحة من دمج وتسريح واعادة تأهيل ؟؟!
اريد الاجابة من هؤلاء المتنطعون والذي يبكون على سيادتهم الوطنية وصدعوا رؤسنا بلايفاتهم المزعجة .
ايها الناس … نعم نمر بظروف اقتصادية غاية في السوء ونواجه حروب اقتصادية قذرة من اعوان النظام السابق وكذلك ببطء وسلحفائية من حكومة حمدوك تجعلنا احيانا وعندما تضيق علينا الدنيا نسب ونلعن في وزراء الحكومة الانتقالية ونصفهم بالجهل والغباء ويصفهم البعض بالناشطين السياسين … لكن الواضح انهم يعملون في ظروف غاية في السوء ومكبلون بهذه الضائقة والتي لا فكاكا منها بهذه البساطة .. علينا ان نساعدهم قبل ان نقرر اقتلاعهم .وعندما نتأكد من فشلهم سنقتلعهم بايادينا وبسلميتنا ونأتي بغيرهم بدون شك .
لم أقلها من قبل اطلاقا ولكن اليوم اقولها وبملأ الفم شكرا حكومة حمدوك …خطابكم للامم المتحدة يمثلني
ولا نامت اعين الجبناء
__