يقال رب ضارة نافعة …قضيت كامل يوم الاربعاء وحتى منتصف نهار الخميس في انتظار دوري في صف البنزين.. وأنا أسأل نفسي كيف منحنى الله كل هذا الصبر الطويل وأنا شخص ملول بطبعي .
مئات العربات المتراصّة أمام محطة البنزين وعلى مد البصر … سوّلت لي نفسي الأمارة بالسوء أن أنتهز هذه الفرصة الذهبية لكى أسأل كل من أقابله في صف البنزين عن رأيه فيما يحدث من أزمات متلاحقة، وعن رأيه في هذه الحكومة الانتقالية التي وعدتنا برفاهية العيش، ولم نجد منها حتى الآن إلا ما يكدّر الخاطر ويكسّر النفس أسفاً على الوضع العام .
لقد ذهلت من اجابات الناس .. لم أجد شخصاً واحداً وسط هذه المئات التي تقف الساعات الطويلة جداً أمام محطات البنزين إلّا وهو يردّد …. نحن نعلم الظروف جيداً ونقدرها وعلى استعداد للتضحية اياماً وشهوراً حتى ينصلح حال البلد !
الكل متفق انه ومهما كانت الصعوبات والأزمات التي تواجهنا لن نتراجع .. لن ننهزم ..لن نسلم وطننا مرة أخرى للعهد البائد. الكل واثق ثقة كاملة غير منقوصة ان ما نعانيه الان ما هو الا تبعات وارتدادات النظام المخلوع، وأن الاصلاح يحتاج الى الصبر الطويل والكفاح والنضال كل في موقعه .
الكل متفق ان وزراء الحكومة الانتقالية يبذلون ما في استطاعتهم وأكثر لإنجاح الفترة الانتقالية، وفي نفس الوقت الكل متفق ايضاً على أن بعض الوزراء أقل قامة من هذه الثورة، وعلى رأس هؤلاء وزير المالية!! هذا الحديث يقودنا الى نقطة جوهرية وهو الضعف الشديد جداً في الإعلام.
هناك وزراء يقدمون أعمالاً أقلّ ما توصف به أنها رائعة، ولكن لا أحد يعلم بها … مثل وزير الصحة، ووزير العدل، ووزير الريّ، ووزير الطاقة، ومديرة مكتب وزير التجارة ناظم سرّاج.
القائمة تطول.. الاخ فيصل محمد صالح ومع احترامي الشديد له عندما يأتي لتقديم بيان صحفي يذكّرني بموظفي قسم الارشيف في الوحدات الحكومية .. عذرا فيصل ومعك الرشيد سعيد أنتما السبب في هذا الضعف الواضح في اعلام الثورة . فشلتما في خلق إعلام رشيق … جاذب .. مواكب .. بمفردات جديدة وبخطة ثورية لتوصيل الرسالة الاعلامية الصحيحة.
صراحة لا أقسو عليكما إذا طلبت منكما الترجل من منصبي الوزير ووكيله . ليتكما نجحتم في إقناع وزير المالية ايضاً أن يترجل معكما .. هذه الثورة تحتاج الى ديناميكية وسرعة في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، وأعتقد ثلاثتكم تفتقدون ذلك ليتكم ترتاحوا وتريّحونا .