الدبلوماسية السودانية الحديثة، التي كانت مفخرة العرب والأفارقة في كافة المحافل الدولية، والتي اختطت لدول القارة الأفريقية حديثة الإستقلال حينها ودوزنت ورسمت لها نهجها في فن الدبلوماسية المتوازنة الحصيفة.
هذه الوزارة السيدة، الفريدة بين رصيفاتها في المنطقة والعالم، المتميزة بمنسوبيها الأعلام وبموظفيها الفنجرية الذين ساسوها بالمهنية العالية وبالعلم والحصافة والحزم والدبلوماسية والكياسة واتخاذ المواقف الوطنية العالية في جعل اسم (جمهورية السودان) علماً في رأسه نار يستضئ بها الأصدقاء، ويحترمها غيرهم.
هذه الدبلوماسية المشرفة، كان مؤسسها وواضع لبناتها الأول، وعرابها ومهندس بروتوكلها، ومنشئ المانيفستو الذي مشت على خطاه دول أفريقيا والشرق الأوسط؛ هو: “الأستاذ مبارك زروق” رحمه الله.
الرجل المرجع القانوني والأديب الخطيب المفوّه اللبق، أنيق المظهر والمخبر.. واللاعب الدبلوماسي الدولي الذي يحسب له نظراؤه حتى من دول العالم الأول ألف حساب. كيف لا.. ومن خلفه وأمامه وامتداداً له اصطف -سنداً ومرجعا- تاريخ من رجالها الأفذاذ، ليس أولهم الحقوقي الأديب محمد أحمد محجوب.. ولا آخرهم المثقف الأديب جمال محمد أحمد.
سادت هذه الوزارة المنصات والمنابر والفعاليات والمواقف الدولية زمنا، كنا فيه مرفوعي النخرة شامخيها بفضل سيرة تتسم بالقوة والحزم والمعرفة بمواطيء أقدامنا صحيحة التوازن، دون ميل لاستقطاب ولا مواربة في المواقف.
ثم يللا.. ورا ورا ورا ورا ورا..
إلى أن فجخها الفاجخون، من أول الطفل الدلاهة مصطفى اسماعيل، الذي قرمها ومصمصها وعضاها وبهدل حال ابوها، حتى آلت إلى ” كرتة ” لكرتي وعصابته.. ثم ها ها ها ورا ورا ورا ورا.. حتى صار أمر الثورة المجيدة.
فآنسنا أملاً في استعادة أمجادنا الخارجية الغابرة..
ولكن ولكن..
___________________
سي سي: إلى مبنى وزارة الخارجية السودانية/ الخرطوم