شهد السودان، اليوم (٢٢ فبراير ٢٠٢٠) بشطريه (دولتي الجنوب والشمال) حدثًا مهمًا يتمثل في الاعلان عن اتفاق تاريخي مهم بين رئيس جنوب السودان السيد سلفاكير ميارديت وقوى معارضة يتقدمها السيد رياك مشار ، وهو أسفر عن حكومة وحدة وطنية انتقالية ، وتعيين مشار في موقع النائب الأول للرئيس وثلاثة نواب آخرين للرئيس بينهم السيدة ربيكا أرملة الزعيم السوداني التاريخي الراحل جون قرنق.
نأمل ان يفتح الاتفاق بابا واسعا لطي مواجع الحرب والتشرد والنزوح التي عاني منها أشقاؤنا وإخواننا في جنوب السودان.
الاتفاق بداية خطوة على طريق طويل لمعالجة مشكلات القبلية والفساد السياسي والمالي ،لبناء دولة تحترم الحريات وحقوق الإنسان.
السودان (الشطر الشمالي ) كان حاضرا اليوم في جوبا بوفد ترأسه رئيس المجلس السيادي المشير عبد الفتاح البرهان (وهذه خطوة إيجابية) ، لان الخرطوم كانت شريكا ضمن قائمة شركاء إقليميين ودوليين ساهموا في صناعة هذا الحدث المهم الذي ستنعكس إيجابياته على الخرطوم.
مواجع السودانيين وأفراحهم، في الشمال والجنوب لا تتجزأ، وهذا معناه ان استقرار جنوب السودان ونمائه سينعكس ايجابا على الشمال (جمهورية السودان) .
أهنيء الرئيس سلفاكير ونائبه مشار ونواب الرئيس الجدد، وكل قادة جنوب السودان الذين صنعوا هذا الاتفاق احتراما لارادة شعب جنوب السودان ، التواق للسلام والعيش الكريم.
يبقى التحدي أمام شركاء الاتفاق يكمن في تطبيق الاتفاق وإحلال السلام، ومن أهم مظاهر ذلك عودة النازحين واللاجئين .
الدول الأفريقية تراقب تطورات الحدث وتداعياته، وخصوصا دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج).
هذا يعني أن هذا الاتفاق ربما يشكل الفرصة الأخيرة لأختبار مدى صدقية قادة جنوب السودان.
إذا نجحوا في تطبيق تعهداتهم التي أعلنوها اليوم في أثناء الاحتفال بإعلان الاتفاق سيتجاوزون الضغوط الدولية،وإذا فشلوا(وهذا ما لا أتمناه) فسيدخلون البلد تحت (كابوس) الوصاية الدولية.