عاشت عبير السنوات الأخيرة في حياتها سجينة لطه سليمان وانحطاط أخلاقه واستغلال نفوذه لقهرها واذلالها، فهي لا تستطيع أن تغادر السودان للحاق بأهلها في قطر بدون بنتيها اللتين يشترط قانون الاحوال الشخصية موافقة والدهما الذي لن يوافق فحسب بل يرفع ضدها قضية طاعة وحضانة رداً على قضية الطلاق والنفقة التي ترفعها ضده والذي لم تتحصل عليه حتى موتها بالأمس.
ويشترط طه التنازل عن حضانة البنتين ثمنا لصك التحرر من عبودية زواجه الأمر الذي ترفضه عبير بل وتسعى بالطرق الودية والقانونية أن يحصل طه على سكن مستقل يوفر الخصوصية والحماية للطفلتين قبل أن تسمح له المحكمة باستصاحبهما للمبيت معه، فهي دائمة الشكوى من وضع طفلتيها داخل منزل الاسرة الممتدة الذي يصر طه على عدم مفارقته (وهذا احد اسباب مطالبتها بالطلاق لأنه لا يوفر الخصوصية والحماية ).
وبسبب ذلك تعرضت عبير للضرب من قبل شقيق زوجها قبل اكثر من عامين واستغل طه نفوذه وعلاقاته في احظار قوة كاملة من الشرطة للقبض عليها من داخل غرفة نومها وادخالها الحراسة بتدبير تهمة كاذبة (سب العقيدة).ويواصل طه استغلال نفوذه لتعطيل حكم بالنفقة بمبلغ ألف جنيه فقط يرفض طه دفعها محتميا بنفوذه وعلاقاته الفاسدة في الشرطة والقضاء.
وتتوقف عبير عن ملاحقة طه يأسا من الحصول على حقوقها هي وطفلتيها مع فساد طه وسوء قانون الأحوال الشخصية وتستسلم لفكرة اصطحاب بناته لبيت الأسرة الممتدة وبعد الثورة يعاودها الأمل من جديد في الحصول على الطلاق والسماح لها بمرافقة طفلتيها لها وتبدأ الاستعداد لجولة جديدة في المحاكم إلا أن الأقدار لا تمهلها وفي ليلة وفاتها المفاجأة كان طه يصطحب بناته معه ،وتنام هي وحيدة في شقة يستأجرها لها والدها الذي يلتزم باحتياجاتها هي وبناتها كاملة لأن طه يمارس عليها اسواء أشكال القهر والتعنيف ولا يصرف مليما واحدا باستبداد وتسلط يشبهه البشير وقوش وحثالاتهم في كل مناحي الحياة من الفن الى الصحافة وغيرها.
فلترقد روح عبير الحفيفة في اعلى مقام الجنة في سلام وطمأنينة عند رب الطف واكرم منا جميعا ..فقضيتها ستتواصل بعد موتها حتى تطمئن روحها على بنتيها اللتين ضحت بحياتها وهي من أجل أن تنعما بما يليق بهما من حياة كريمة .