أتناول اليوم قضية نفسية اجتماعية من القضايا التي فرضت نفسها على الساحة المجتمعية، لأنها تتعلق بالتحديات التي تواجهنا جميعا في مختلف مراحل حياتنا الإجتماعية والمهنية والمستقبلية.
إن الواقع العام السياسي والإقتصادي والاجتماعي والنفسي أثر بشكل ظاهر في كل الناس لكنه لم يطمس طاقات الأمل الموجودة في دواخلهم رغم ضغوط الحياة المعيشية المزدادة.
يمر الإنسان بمراحل مختلفه غنية بالتجارب الثرة التي تقويه، حتى عندما يفشل في بعضها أو يُظلم من الاخرين أو يُحبط، فإنه سرعان ما يسترد عافيته وتتفتح أمامه نوافذ الأمل المتجددة مع كل إطلالة فجر جديد.
طبيعة الحياة قائمة على التدافع والانتقال بالإنسان من محطة إلى اخرى انتقالاً طبيعياً أو قسرياً وهو يواجه الخيارات المطروحة أمامه بأحكام القدر المسخر لخير البشرية وهدايتها.
يمر الإنسان بمحطات حياتية متدرجة منذ محاولاته الاولى للوقوف .. “يقوم ويقع” حتى يقوى عوده ويصبح قادراً على السير على قدميه، ويدخل بعد ذلك في سلسلة لاتنتهي من المراحل يتدرج فيها في سلم الحياة الاجتماعية والتعليمية والمهنية إلى أن يسترد صاحب الأمانة أمانته.
تمر على الإنسان حالات من الإحباط واليأس تكاد تقعده عن السعي، لكنه سرعان ما يسترد إرادته وتُشرع أمامه أبواب السعي وهو أكثر قوة وعزيمة وإيمان ليستقبل إنبلاج ضوء الفجر الجديد مهما طالت ظلمة الليل.
هذه ليست دعوة للركون السلبي والتعلق بأسراب الأحلام الوردية، إنما على العكس من ذلك فإن السعي في دروب الحياة يتطلب التخطيط السليم والإعداد الجيد وبذل الجهد للإنتقال من حال إلى آخر.
إن المتغيرات المحيطة بالإنسان بما فيها المتغيرات المحبطة تمنحه خبرات وتجارب ثرة ومهارات جديدة تمكنه من الدخول في تجارب جديدة وهو أكثر قوة وأمضى عزيمة.
هذه القوعد والأحكام تنطبق على الجميع، البنات والأولاد والصغار والكبار والعطالى والعاملين والعزابة والمتزوجين والأفراد والشعوب، ف”العترة بتعلم المشي” .. وظلمة الليل لن تحجب ضوء الفجر القادم.