سعدت لاحتفال رابطة حلفا بالسعودية بالأخ الفاضل محمد سليمان ولياب، النوبي الاصيل والإنسان الجميل. لكن صديقنا ولياب، ليس ابن حلفا وحدها، بل هو ابن وأخ وصديق لكل النوبيين، وتوأم كل إنسان خلوق ورائع.
نكهته نوبية صرفة واخلاقه نوبية، اخوته وصفاته وصدق تعامله مع الناس، منتهى الانسانية التي تتوجه سودانيا بامتياز.
في فيافي الغربة أكثر ما يهتم به المهاجرون جمع المال والاجتهاد والمثابرة في العمل. حتما ولياب كان رجلا مسؤولا ومربيا كبيرا، لكن طيلة الفترة التي عرفته فيها وقد جمعنا النشاط في العمل العام والاهتمام بقضايا الوطن، طيلة هذه الفترة لم يهتم ولياب الناشط النوبي قط بأموره الشخصية وحدها، بل كان للنوبيين حصة الأسد من طاقاته وقدراته وعزيمته التي لا تلين. رجل معجون بحب النوبة والنوبيين بلا تمييز.
كنت اشفق عليه كثيرا من انغماسه في قضايانا على حساب صحته، وقد دفع غاليا في هذا الجانب. حينما انشغلنا بقضايا السدود والخوف من تكرار جريمة اغراق حلفا عروس المدن النوبية، حمل معنا هذا الهم واكثر.. كتب وكتب وتصدى بلا وجل او خوف، ولم تلين له قناة، ولم يكن ليبالي ما قد يحدث له ابدا. اهتمامه بالنوبة والنوبيين تعدى حدود الوطن، إلى اخوتنا في شمال الوادي، وقد مد معهم جسورا من التواصل المتين.
ولياب بكل صدق تعامل بجدية مع قضايانا النوبية، حتى أن ملامح وجهه تحمل كل سمات النوبةوقضاياها. ذات مرة حاولت ان اناقشه ليوسع معنا ماعون الاهتمام بكل الوطن، وكان رده هناك في الشمال يحتاجون الينا أكثر، واذا صلح شمالنا فإن الوطن حتما يتعافى.
لا يتوانى صديقنا ولياب في تقديم أي عون لكل من يطرق بابه، مسخرا علاقاته الواسعة في خدمة احبابه. كل الشكر لرابطة حلفا وهي تعلي من قدر صديقنا ولياب وتحتفي به احتفالا مستحقا يليق به. وشكرا لك ولياب على كل لحظة صدق منحته لنا، تلك اللحظات التي منحتك حب الجميع، تقديرهم واحترامهم. تعلمنا من خلال الصداقة الطويلة معك ان قلوب الناس تملكها فقط بالصدق، صدق الكلام وصدق الموقف وثباته… تحية لك أينما كنت، وهنيئا للارض التي ستعود اليها محملا بحب الناس محمولا على اعناقهم… ودمت أخا وصديقا… أمد الله في عمركم ورزقنا التلاقي معك ومع كل من غمرونا بحبهم وتنسمنا معهم وبهم نفحات الانسانية الجميلة.
فبراير 2020