أصدرت الهيئة التنفيذية لحــزبُ الأمـــةِ القومــــي بالولايات المتحدة الأميركية بياناً في ذكرى السادس من أبريل، اليوم الذي سقط فيه النظام المايوي، والذي تحرك فيه ثوار ديسمبر إلى ساحة القيادة العامة معتصمين من أجل إسقاط نظام الإنقاذ، واستهل الحزب بيانه:
“مــارس ماسِــك كتِف إبريـل
يا أعظم شعب، وأعظم جيل”.
وجاء في البيان: “أبناء وبنات شعبِنا المنتصر العظيم.. تُطلُّ علينا اليوم ذكرى ثورةٍ شعبيةٍ عظيمة، ضد أحد أشرس أنظمة التسلط في منطقتنا الأفريقية، والعربية في التاريخ الحديث – ألا وهي ذكرى إنتفاضة السادس من أبريل عام 1985م”.
وتناول البيان انقلاب مايو على الديمقراطية، فقال: “في صبيحة الخامس والعشرين من مايو عام 1969م تسلَّط مجموعةٌ من ضباط القوات المسلحة -في حركةٍ انقلابيةٍ مغامرة- وأنقضُّوا على نظام الحكم الديموقراطي المنتخب في البلاد، وأجهزوا على الديمقراطية الوليدة، ومن ثَمَّ ساموا شعبَنا كلَّ أنواع القمع والقهر لستة عشر عاماً حسوما، لنتفض خلالها شعبُنا مراتٍ عديدة”.
وذكر بيان “الأمة القومي” بأميركا ما تعرض له الأنصار بالقول: “لقد دفعت جماهيرُ الأنصار، ضمن تلك الهبات الشعبية، وببسالةٍ نادرة، أغلى أثمانِ الحرية المُصادرة، بدءً بمواجهات ود نوباوي الدامية، مروراً بمدافعات الجزيرة أبا التي دكَّها نظام مايو بالطيران الحربي، وليس انتهاءً بإستشهاد إمامِهم الشهيد في ضاحية الكُرمك على الحدود الحبشية”.
ومرّ البيان على الانتفاضات والأحداث الدامية التي رافقتها، فأوضح: “استمرت انتفاضاتُ جماهير شعبنا ضدَّ آليات القمع، والتقتيل المايوية، وبلغت مدافعاتُها ذروةً بعيدة في إنتفاضة شعبان 1973م، التي تمخَّضت سريعاً عن مقتلةِ يوليو 1976م الباسلة، والتي زلزلت أركان نظام مايو، مما جعله يركنُ إلى السَّلم شيئاً قليلاً، ثم أنتقض سِلمَه بعد حين، ليتلبَّس بلبوس التدينِ الكذوب، ومعلناً عن قوانين سبتمبر المسماة بالإسلامية، التي لم تكن بنظر حزبنا، (مساويةً للمداد الذي كُتبت به)، مما أدى سريعاً إلى سقوط النظام بانتفاضةِ أبريل 1985م، التي نتنسم عبيرَها هذه الأيام !!”.
وربط البيان بين ذكرى سقوط مايو وبداية سقوط الإتقاذ، فقال: “نَّ من عجيبِ ذكرياتِ الثورات، أن هذه الذكرى نفسها، تصادفُ ذات التاريخ الذي زحفت فيه قريباً جموعُ شبابنا وشاباتنا نحو القيادة العامة، في السادس من أبريل 2019م، لتبدأ أعلى، وأقدسَ مراحل النضال ضد نظام الإنقاذ البائد، والتي أفضت إلى الإطاحة به كذلك في 11 أبريل، معلنةً انتهاء فترةِ قمعٍ وتسلطٍ وفسادٍ وإفساد استمرت لثلاثين سنةً أخرى من عمرِ أمتِنا الباسلة !!”.
وترحم حزبَ الأمة القومي، وهو يُحيِّي ذكرى هاتين الثورتين العظيمتين، على الأرواح الطاهرة التى راحت راضيةً مرضيةً مهوراً للانعتاق”.
وناشدُ “الأمة القومي” بأميركا جماهيرَ الحزب، وجماهيرَ الشعبِ السوداني الباسلَ بتحقيق عدد من المطالب”، التي تمثلت في الآتي:
“أولاً: مواصلةَ دعمِ، ومساندة حكومتهم، حكومة الثورة الإنتقالية، وتقويمها، ومناصحتها ما لزِم، وليس إسقاطها، إذ إن إسقاطها لن يعني إلا عودة نظام الإنقاذ البغيض، وإن غيَّر في جِلدِه وتخفياته !!
ثانياً: بذلَ الدعم السخي لحملة استنفار السيد رئيس الوزراء الإنتقالي (القومة للسودان) لدرء الجائحة الماثلة، ومن ثم استنهاض مقدرات البلاد في النماء، والتعمير..
ثالثًا: نجددُ مناشدتنا مكونات الحرية والتغيير المختلفة، وهي الحاضنةُ الرئيسة لحكومة الثورة، أن تستشعر المسؤوليةَ التاريخيةَ الضخمة على عاتقِها، والآمال العِراض التي ائتمنتهم جماهيرُ شعبِنا عليها، لتجوزَ بالبلاد هذه المرحلةَ العصيبةَ من تاريخها، وقد تربَّصَ بها الأعداءُ، والخصومُ من كل جانب”.