لا يمر شهر واحد إلا وتجد الأسافير تضج بالحديث عن أحد الذين يسمونهم بالثوار زوراً وبهتاناً .. نتيجة لخطأ ارتكبه هذا الثائر أو ذاك .. خطأ في حق نفسه أو حق مجتمعه.
ويكثر الحديث أن ما يجري ما هو إلا اغتيال لشخصيته، وهي أصلاً شخصيات كرتونية في تقديري الشخصي. وتنسج حول هذه الشخصية كثيراً من قصص البطولات الزائفة، ويطلقون عليها كثيراً من الألقاب التي لا يستحقها أصلا ويعدّونها أيقونة من أيقونات الثورة، وفي حقيقتهم ميكروب من ميكروبات الثورة التي ابتلينا بها.
من هو دسيس مان ومن هو شوتايم ومن هو حازم حلمي ومن هو ذو النون ومن هي لينا يعقوب وبقية أصحاب اللايفات الكثيرة والمزعجة؛ حتى يأخذوا كل هذه المساحة من تفكير الناس ومن صفحات كتاباتهم.
كلها شخصيات توهمت أنها هي من صنعت ثورة ديسمبر، وتضخمت ذواتهم الداخلية بهذا الإحساس الكاذب.
ووجدوا المساندة والتشجيع من عدد من المتابعين فصدقوا أنفسهم وظنوا أنه لا يأتيهم الباطل من خلفهم، ولا من بين أيديهم !!
والسؤال … من الذي صنع هؤلاء ووضع هذه الهالة الكاذبة حولهم فظنوا أنهم ابطال الثورة ؟!
نحن الذين صنعناهم .. انا وانت وهي وهم وهن !!
أبطال الثورة الحقيقيون هم الذين دفعوا اروحهم ثمناً ومهراً لها .. أبطال الثورة الحقيقيون هم الجرحي والمفقودون.
أبطال الثورة الحقيقيون هم شباب المقاومة الذين يحرسون المخابز والأفران، ويقفون في وجه من يهربون السكر والغاز .. هم الذين يحرسون الآن حقول القمح قبل أن تطالها الأيدي القذرة بالحريق، وما بدلوا تبديلا .
أبطال الثورة الحقيقيون هم جموع هذا الشعب الذي يكابد ويصارع ويصبر ويحتسب في صفوف الخبز والغاز والبنزين، ويكابد ويصبر على الارتفاع الخرافي في أسعار السلع وهم يظنون خيراً في حكومتهم، وينتظرون الفرج والفرح آت، ولا محال في ذلك.
ومهما تكالب أعداء هذا الوطن وأعداء شعبه لتضييق الخناق عليهم في معاشهم اليومي، ويتفننون صباح كل يوم جديد لابتكار اساليب متنوعة لخنق الشعب والتضييق عليه ظناً منهم أنهم سيعودون يوماً إلى سدة الحكم بهذه الطريقة الجهنمية.
ولكنهم يجدون شعباً صابراً على كل أذيتهم مناضلاً مكافحاً . بل شعب يجود من ماله المتواضع ليسد حاجة الوطن عبر وقوفه خلف قومة السودان …. هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون لهذه الثورة المجيدة .
اما هؤلاء الذين يملؤون الأسافير بساقط القول، والذين يقومون بأفعال تتنافى وقيم هذا الشعب أو الذين يقفون ضد القانون، أو الذين يحاولون تزوير التاريخ القريب، ويلبسون الباطل ثوب الحق، ويمجدون شخصيات أذاقت هذا الشعب الويل والثبور، وقتلوا وسفكوا الدماء يصورونهم، كأنهم ابطال، وأن لهم اليد الطولى في نجاح اقتحام القيادة من جموع الشعب!!
كل هؤلاء هم نمور من ورق .. اتركوهم لكي يرغوا ويزبدوا في مواقع التواصل، وسيذهب كلامهم ولايفاتهم كالزبد جفاءً ويمكث في الارض ما ينفع الناس.
نصحيتي للثوار الحقيقيين: لا تضيعوا ثورتكم العظيمة في الأخذ والرد مع هؤلاء .. شمروا سواعد الجد واحموا ثورتكم بالعمل الجاد.
قوموا الى ثورتكم ينصركم الله .
ولا نامت أعين الجبناء.