واشنطن: محمد يوسف وردي
فى خلال ثلاثة اشهر فقط بلغ عدد القتلى من الأميركيين بسبب كوفيد 19 ، 58370 شخصاً متجاوزاً عدد الذين لقوا حتفهم في الصراع الطويل مع فيتنام.
نحو 58220 أميركيًا ماتوا على مدار سنوات تقريبًا في فيتنام. في حين قُتل عدد أكبر بكثير من العسكريين والمدنيين الفيتناميين في الصراع الذي استمر تسع سنوات – قُتل ما يصل إلى 612.000 مدني و 1.26 مليون جندي إجمالاً – تجاوز كورونا بسرعة ضحايا الحرب الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية. كما تلاحظ ( ان بى آر ) ، كان العام 1968 هو الأكثر فتكًا للقوات الأميركية في فيتنام ، عندما خسرت 16899 جنديًا، اى 8.5 قتيل مقابل كل 100 ألف من سكان الولايات المتحدة؛ معدل الوفيات الفعلي من كورونا في أميركا أعلى بكثير. و يبلغ الآن نحو 17.6 حالة وفاة لكل 100.000 نسمة.
واتسم وباء كورونا أيضا بعدد القتلى في جميع أنحاء الولايات المتحدة بلا استثناء متجاوزاً 2000 شخص في ستة أيام فقط من هذا الشهر. كانت أعلى حصيلة يومية للأمريكيين الذين يقاتلون في حرب فيتنام في 31 يناير 1968م، عندما قُتل 246 جنديًا أميركيًا خلال هجوم التيت.
أدى التلفزيون دورا كبيرا فى حرب فيتنام، واستطاع أن ينقل تفاصيل الحرب على الجانب الآخر من العالم إلى غرف النوم فى أميركا لأول مرة، إذ قام الصحفيون على الأرض بتأريخ القتال الطاحن في البرامج الإخبارية المسائية.
وعلى المنوال نفسه، قد يكون وباء كورونا هو الأول من نوعه الذي يتم بثه على أساس يومي.
ولكن في حين أن الرؤساء الخمسة – من دوايت أيزنهاور إلى جيرالد فورد – الذين تقلدوا مناصبهم خلال صراع فيتنام كانوا يخاطبون الشعب الأميركى من حين لآخر فقط لتنويرهم عن مجريات الحرب الفيتنامية، رأى الجمهور الأميركي الرئيس ترامب يتصرف كأنه زعيم في زمن الحرب، ويسيطر على المؤتمرات الإخبارية المتلفزة الطويلة؛ لكى يتلقى الناس حتى الساعات الأخيرة من الليل معلومات من البيت الأبيض تتضمن تصريحاته وادعاءاته المضللة بشأن كورونا.
-من قوله إن إدارته كانت تسيطر “بشكل هائل” على الفيروس إلى الوعد بأنه سيتلاشى “بأعجوبة” إلى اتهام وسائل الإعلام بمحاولة “تأجيج” التفشي، وكل ذلك لم يفعل سوى القليل لتعزيز مصداقيته. أقل من ربع المستطلعين في استطلاع للرأي أجري مؤخرًا على مستوى البلاد اعترفوا بمستوى عالٍ من الثقة في ترامب.
وبالمقابل في وقت مبكر من عام 1966م، أشار منتقدو ( الصورة الزاهية) التى كان يروج لها الرئيس ليندون جونسون المتفائل لحرب أصلاً لا تحظى بشعبية كبيرة إلى “فجوة في المصداقية”. رأت ان المسؤولين الأميركيين يضللون شعبهم!!
لم تسجل فيتنام حتى الآن حالة وفاة واحدة بسبب كورونا، وان كان لديها نحو 300 حالة مؤكدة. وكان قد قتل من الفيتناميين في صراعها مع الأمريكيين، الذي استمر تسع سنوات نحو 612 ألف مدنيا و 1.26 مليون جندي إجمالاً.
من جهة اخرى قد يكون موسم الأنفلونزا فى 2017-2018، وهو الأكثر دموية في العقد الماضي، أقرب إلى إجمالي عدد الأرواح المفقودة حتى الآن بسبب الوباء في الولايات المتحدة. حيث تم الإعلان عن 61 ألف حالة وفاة مرتبطة بالأنفلونزا من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية فى غضون 8 أشهر تقريبًا.
وقبل ايّام، أثارت مراسلة نيويورك تايمز في واشنطن أوليفيا نوزي تلك المقارنة مع الرئيس ترامب وقالت له “إذا خسر رئيس أميركي عددًا أكبر من الأميركيين على مدى ستة أسابيع أكثر ممن قتلوا خلال حرب فيتنام بأكملها، فهل يستحق إعادة انتخابه؟” وعلى الرغم من أن ترمب يرد على الأسئلة الصعبة في المؤتمرات الصحفية المكرسة لكورونا بمهاجمة الصحفيين، إلا أنه رد مباشرة، مقارنًا عدد القتلى بـ “التوقعات الأصلية” دون تباعد اجتماعى بـ 2.2 مليون. وفي وقت سابق من المؤتمر، رفع عدد من القتلى المتوقع إلى 70 ألف، وهو رقم اكبر من ضعف عدد ضحايا كورونا فى اى دولة اخرى ..