مصممات الثياب النسائية اللاتي يعرضن بضائعهن عبر مقدمات البرامج التلفزيونية غير مسؤولات عن جمال وقبح، اًو فخامة اًو ثقل دم دم ثيابهن، فهن تاجرات يردن بيع بضائعهن. ولكن المسؤول عن ظهور تلك الثياب التي قد يصادف توافقها مع فكرة البرنامج، أو لا يصادف هن المذيعات أنفسهن.
المذيعات وفي نزهات استعراضية كثيرة يرتدين ثياباً تنسجم مع مناسبات بعينها، ومنها صبحيات الأعراس، وأحياناً ثياب من نوع ما نسميه بالفرد ذات الألوان الحمراء الفاقعة اللون، يتبعها أحياناً إطلاق بخور بالاستوديو (وبالطبع لا نشمه) وأدوات واكسسوارات شعبية لا تميز بين علاقتها بمناسبة الطهور، أو الطهارة وبين الجرتق.
يا ترى ،ألا تعرف إدارات القنوات أن هنالك مكوناً مهماً لأي قناة يسمى بالهوية الفنية، التي تضع المعايير للألوان، و المكياج، ونوعية الثياب المطابقة والمسموح لها حسب معايير الهوية؟
إن عدم الالتزام بالهوية الفنية من شأنه أن يدفع إلى التفكير بأن هنالك أغراضًا أخرى غير مهنية تكمن وراء ما يحدث، وفي مقدمة ذلك التسويق الشخصي للمقدمات؛ ضربا بحائط القواعد وعلوم التلفزيون الحديثة.
إنها مناسبة لتناول سجل الخروقات المهنية التي اتصلت بمرحلة الإنقاذ سيئة الذكر، وأعتقد الناس في إعادة الصياغة للإنسان السوداني، التي نادى بها النظام السابق أصلاً، وصحة في التقدير للأشياء، وما يجب ان تكون عليه، بينما كان كل الامر لا يتعلق سوى بفكرة رعناء ومتوحشة تتصل بالبداوة، وتنحية العقل جانباً لإعادة توزيع الثروة عبر أجندة جمالية لا تطاق.