أكثر ما يشعِر كل منتمٍ إلى ثورة ديسمبر المجيدة وكل
حريص على أن تصل إلى نهاياتها المأمولة أننا نسير في الاتجاه الصحيح هو لجنة إزالة
التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال.
وأكثر ما يغيظ المرء ويصيبه بالحيرة وقوع بعض العوام فريسة للتشكيك الذي يبثه أعداء الثورة، الذين يرتعدون من عمل هذه اللجنة، لأنهم يعلمون أن دورهم آت، لأنهم مستفيدون من التمكين الذي مارسه الإنقاذ.، بينما أولئك من الذين عانوا من نظام الإنقاذ، وتأثرت حياتهم بممارسات أهل السلطة من نهب نهم، واستئثار بموارد البلاد.
وهذا العمل المميّز للجنة التمكين أبرز خواء المشروع
الحضاري الذي طرحه المتأسلمون، وتناقض الشعار والفعل تناقضاً لم يتخيله أكثر المتيقنين
من أن هؤلاء كذابون ومنافقون. وأشفق كثيراً على من آمنوا بشعار “ما لدنيا قد
عملنا”، وأنفقوا عمرهم وهم يتوهمون أن هؤلاء جاؤوا لإعادة السودان إلى عهدي
النبوة والخلافة، وإلى نشر الإسلام في العالم بتقديم نموذج يقتدى.
وبعض المخدوعين هالهم الواقع المرّ الذي كشفته لجنة
إزالة التمكين، ويحاولون التخفيف على أنفسهم بتبني خطاب التشكيك الذي يبثه
المنتفعون من الإعلاميين، وبعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.
أما المتابعون لأعمال لجنة إزالة التمكين من شرفاء
الوطن فقد تفاجأوا بحجم النهم الذي كان عليه أهل الإنقاذ، وبمقدار الثقة التي
كانوا عليها، وتوهمهم أنهم مستمرون في حكم البلد إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
وقد استباح الإنقاذيون البلد وحولوه إلى ضيعة خاصة،
يستقطعون منها ما يريدون من أراضٍ، بل يمنحون من يريدون من خارج الديار، ويتشاركون
معهم في نهب بلدهم، فاقدين بذلك أي إحساس بالانتماء، وخائنين بذلك الأمانة، وهم
الذين جاؤوا رافعين شعار “نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع”، فلا زرع
حصدوا، ولا مصنع أقاموا، وإنما أضاعوا ربع البلد، وذبحوا الثور الأسود كرامة، بعد
أن أراقوا دماء شباب الوطن سنين عدداً بوهم الجهاد، وإعلاء كلمة الله، وهم لم
يعلوا إلا البنيان، ولم يفدوا الدين، وإنما كنزوا الذهب والفضة، وعملوا للدنيا،
حتى حيّروا الأبالسة في أساليب حلب البلد، حتى جفّ ضرعه، واصبح مثقلاً بديون
مشروعاتهم الوهمية، ومنظماتهم الشيطانية، التي كانت وسيلتهم لنهب المال بقوة عين
يحسدون عليها.
إن عمل لجنة إزالة التمكين يحتاج إلى إعلام يناسب أهمية ما يقوم به من خدمة للوطن، ومستقبل أجياله، ولا يكفي لمثل هذا العمل الرائع مؤتمر صحفي لرصد القرارات، كما لا تكفي اجتهادات وسائل الإعلام، وعملها كل منها منفردة، وإنما نحتاج إلى صوغ إستراتيجية إعلامية شاملة تسند كل الأعمال والبرامج والأنشطة التي تدعم هذه الثورة، وتترجم تطلعات الشعب وطموحاته، وتفند في الوقت نفسه ترهات أعداء الثورة، ومحاولاتهم الخبيثة النيل من كل خطوة إيجابية في مسيرة الثورة.
شكراً لأعضاء لجنة إزالة التمكين ومحاربة الأموال واسترداد الأموال وهم يضربون بيد من حديد الفاسدين، ويعملون بنزاهة واحترافية من أجل استرداد الوطن، وتمكين الثورة.