صاروا أضحوكة .. فأنصار المخلوع تخور قواهم هذه الأيام في الإشاعات والتضليل والتبخيس لكل عمل، ويريد جمعهم الهزيل الإجهاز على ثورة عملاقة زاحفين أحيانا بأمل في اعتصام تحتويه ساحات القيادة، أو مصرحين بتلميحات ساذجة عن انقلابات وشيكة، أو حاشدين بإغراءات مادية لنساء أميات أو أطفال من غاسلي السيارات الأبرياء ضد البعثة السياسية الأممية، أو بهجمات متهالكة على وزراء ومسؤولين .. فتنتهي كل جهودهم بعاصفة من ضحك الشعب السوداني الواعي الحصيف!
الثورة لو يعلمون لا يمكن اختزالها في مسؤول أو وزير أو رئيس، أو قتلها ببث فتن عرقية ونعرات قبيلية هنا وهناك، وحين تضج أسافيرهم بأكاذيب إعفاء فلان أو تغيير علان، فهم يظهرون تقزم أفكارهم، فلو ذهب المسؤول أو الوزير أو الرئيس فلن ينقص ذلك مثقال حبةٍ من خردل في ميزان الثورة العملاقة.
حتى اختناقات الوقود والخبز والغاز التي فرحوا بها متناسين أنها من صنعهم، بدأت انحساراً هادئاً متدرجاً، مثلما انحسرت من قبل أزمة السيولة الخانقة التي أقفرت البنوك وأفقرت الكرام.
قطعا سنسمع المزيد من صراخهم وهم يتكلمون عن أسعار ترتفع، أو تضخم يتوقون لوقوعه بعد الزيادة الكبرى في الرواتب رغم الجوائح والضوائق، وكانوا حتى الأمس يقولون إن الزيادات مجرد كذبة سياسية .. فألقمتهم الثورة حجارة صلدة وزادت عليها كيل بعير !
نعم .. الانفراجات لن تحدث بين يوم وليلة، لكن السعي لن توقفه كل العوائق القديمة والجديدة، وخبراء المالية لن يفوت على فطنتهم الآثار المتوقعة على السوق، وهناك من المعالجات الفعلية الجريئة ما تم إعلانه لو كانوا يقرأون.
قمحنا يزداد ويتضاعف، ورواتب العاملين تزدهر، وحصاد إزالة التمكين سيدعم التمويل، ورفع العقوبات بات مسألة وقت، وأصدقاء السودان أعدوا عدتهم لمؤتمر برلين بعد أقل من شهرين.
تخور قوى المساندين للمخلوع، فحالهم (كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها .. فَلَمْ يَضِرْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ) .. وسيظلون سابحين في مدار أوهامهم بلا فكاك، في حين تلتمع الإرادة السودانية لاجتياز المصائب والمحن .. دون التفات لنعيق ناعق أو فحيح زاحف.
أجل، ستستمر عاصفة الضحك على المتهالكين.. إلى أن تنتهي ملهاتهم الفاشلة .. وأحلامهم الواهنة.