بعث لي صديق عزيز عبر الواتساب رسالة أزعجتني في البدء؛ لأنها تتعلق برقم موبايلي الخاص الذي قال إنه أعطاه لمن طلبه منه لمجرد أنه سأل عني دون أن يخبرني مسبقاً، وأضاف قائلاً إنه سيحضر لي بعد أيام .. كان هذا صباح الثلاثاء الماضي، ثم فاجأني بأنه يعني عيد الفطر المبارك أعاده الله عليه، وعليكم، وعلينا باليمن والبركات.
وجدتها تهنئة ظريفة رغم غرابة أسلوبها، ووزعتها بدوري للأقرباء والأصدقاء، الذين لا شك أنهم عذروني عندما علموا أنها معايدة من على البعد في زمن جائحة الكورونا، التي مازالت إجراءاتها المشددة مفروضة على العالم رغم بعض الانفراج النسبي المحاط بالحذر. ثم وجدت نفسي مدفوعاً للكتابة عن هذا العيد الذي جاء في ظروف مختلفة حفزتني أكثر على الكتابة مع الحبس الاضطراري الذي وجدت نفسي فيه أكثر إالتصاقاً بجهاز الكمبيوتر والموبايل لكتابة “كلام الناس”، رغم ضيق مساحة النشر في السودان قبل الكورونا وبعدها، وقبل إزالة نظام الإنقاذ وبعد إزالته، لكنني لا أمل الكتابة في”الصدى نت “بلوس انجلوس في أميركا و”التغراف” و”بانوراما” بسدني، وفي الإصدارات والمواقع الإلكترونية والقروبات المجتمعية في فضاءات النت الرحيبة.
لن أكتب لكم عن الجائحة التي حبستنا وحبست أنفاس العالم بهجومها المباغت الذي انتشر في العالم انتشار النار في الهشيم، وقضى على أرواح عشرات الآلاف من البشر، ووضع الآلاف الأخرى منهم في المستشفيات، ومراكز الحجر الصحي، ومازالت تهدد البشرية جمعاء رغم كل الجهود والإجراءات الاحترازية والوقائية والعلاجية.
شخصياً توقفت عن متابعة أخبار الجائحة او قراءة ومشاهدة ما ينشر ويبث عنها من تصريحات وتحليلات وتخريجات حتى لا أوجع رأسي الذي فيه ما يكفيه، ونحن في هذه القارة النائية التي حُبسنا فيها ليس فقط داخل جدران منازلنا إنما حُرمنا من السفر ومن اللقاءات الجماعية التي كانت تعوضنا بعض مشاعر الغربة والوحشة الاجتماعية.
جاء فصل الشتاء في أستراليا ليزيد من مخاوفنا من انتشار حالات الإنفلونزا التي يمكن ان تؤدي إلى الإصابة بالكورونا ، لكننا نحمد الله لوجودنا في هذه الدولة التي تحرص على توفير المصل الواقي من الإنفلونزا – مجاناً – خاصة لكبار السن، وتحرض المواطنين على التطعيم به دورياً كل عام.
بعد هذه المقدمة الطويلة التي استرسلت فيها لاإرادياً أنتهز فرصة حلول عيد الفطر المبارك كي أهنئكم جميعاً هنا، وفي السودان وفي جميع أنحاء العالم : كل عام وانتم ونحن بخير وصحة وعافية وسلام ومحبة وسعادة، ربنا يعيد كل الأعياد عليكم، وعلينا في ظروف أفضل في بلادنا، وفي كل انحاء العالم.