وصف الأستاذ عثمان ميرغني من على شاشة سودانية ٢٤ أن
الذي نفذ الفض هي عقلية.
وجدت نفسي اتفق تماماً معه، ولكن بدرجة من التفصيل أراها
مهمة وواجبة في مثل هذه الأيام التي تتطلب وضوحاً منتجاً وداعماً لتمليك الحقائق
للرأي العام دونما غطاء أو مكياج.
نعم عثمان.. هي عقلية، ولكنها هي العقلية ذاتها التي
تدربت على إعدام ضباط وطنيين ودفنهم أحياء، وهي التي تمرست في بيوت الأشباح، وتدربت
على تعليق الرجال من أقدامهم، وجلد كرامتهم باغتصابهم..
هي العقلية ذاتها التي اغتصبت النساء والأطفال، ومارست
أبشع جرائم القتل في أحراش الجنوب، وفي أنحاء دارفور، وجبال النوبة، وفي النيل الأزرق،
واغتالت الشرفاء قبل الثورة وهجمت عليك بمكتبك في الشهر الفضيل.
هي نفسها التي احترفت بعد الفض صناعة الفتن القبلية،
وتوظيف عصابات النيقرز، وضرب الأطباء ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء.
هي ذاتها التي نهبت، وسرقت، وحرقت القمح في الأراضي،
وخزنت الدقيق، وعملت، وتعمل على بيعه، والجازولين، والسكر، والزيوت، والبشر
وأعضائهم.
هي ذاتها التي تعمل على كسر الحجر الصحي، بتصوير وإخراج
أن الكورونا صناعة حصرية لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك والحرية والتغيير،
وهي التي تعمل على مضايقة وزير الصحة الدكتور أكرم التوم، ومحاولة إزاحته من
الوظيفة العامة وفق تحالفات شريرة بين شركات الادوية وعصابات السوق.
هي الأقلام ذاتها التي تصرخ، وتبكي، وعندما لا تجد من
يمسح دموعها تكتب في شتيمة الثورة صباح مساء، وتتسرب من الشاشات التلفزيونية عبر
أعوان ناعمين يرتدون الكمامات.
هى ذات جهاز الامن
وقياداته والشرطة وكبار رتبها، وتجار العملة، والدهماء مدفوعو الاجور ممن يخربون
خطوط الكهرباء والسكك الحديد. وهي العنصرية والكراهية والبغضاء وتزوير العملة
والشهادات، واستغلال المنصب العام، والمحاباة والممانعة في الاعتراف بالثورة،
والتردد في تطبيق القوانين لصالحها، والتأجيل للمحاكمات.
هى تصميم برامج المنوعات
التلفزيونية السمجة، وإطلاق فيض من الدعايات الغبية، وطعن ومطاعنة الثورة بالمغنين
الكذوبين أو الكذبة.
هي عكس الشرف، وهي القرف، وعبادة السلف، وعفا الله عما
سلف. وهى البيروقراطية وتعال بكره، وعلى بالطلاق، وزواج المرأة العاشرة، وشاهد ما
شافش حاجة.
هي الكسل وهي المكابرة وحب القوالات، والمداهنة، وامسح،
اكشح ما تجيبو حي، وجزاك الله خير – بعين محمرة.
هي يا سيدي قسوة المحتوى العقلي النابذ للتطور كقيمة
قصوى للوجود السوداني عبر تحطيمه، ومحوه بالتواطوء، مع كل مخلفات ومضاعفات الجائحة،
واستمرار التكسب من موت الأحباء والهدر للحياة دون أن يرمش للمحتوى طرف، أو تلين
له عاطفة، والعمل على تصوير أن الأشياء، ورغم كل ما يجري عال العال، وأن كل شيء
على ما يرام.