انشغلت اجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية بابراز خطبة العيد للامام الصادق والمقابلة التلفزيونية لحميدتي ..
الامام وحميدتي وجدا مساحة واسعة من التحليل والتمحيص ولم يحفل احد بالتصريح الخطير جدا والذي ادلى به المستشار الاعلامي للفريق البرهان رئيس مجلس السيادة ..
وكنت أظن وليس كل الظن اثم ان هذا التصريح الاعلامي الملغوم سيجد حظه من التحليل والكلام الكثير ولكن وللاسف مر التصريح وكأن شيئا لم يكن .
المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة قال ( ان البرهان ليس له رغبة في الاستمرار في الحكم وانه سيقوم بتسليم السلطة في المواعيد المقررة وانه فقط يريد الاطمئنان ان تسليم السلطة سيتم ليد أمينة )
هذا هو تقريبا نص التصريح الذي ادلى به المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة قبل ايام قليلة .
وخطورة هذا التصريح يأتي من عدة اتجاهات .. اولها انه يأتي في وقت مبكر جدا قبل انتهاء دورة العسكر في رئاسة مجلس السيادة وقبل عام كامل تقريبا قبل التاريخ المضروب .. فما هو الداعي لهذا التصريح في هذا الوقت بالتحديد . ثم ان التسليم ليس برغبة او عدم رغبة من الفريق البرهان .. هناك وثيقة دستورية موقعة بين المجلس العسكري وقوى الحرية شهد عليها العالم كله ولا مجال هنا مطلقا للحديث عن رغبة او عدم رغبة الا اذا كنتم تضمرون شيئا مخالفا للوثيقة الدستورية !!
من الناحية الاخرى .. ماذا يعني البرهان بقوله انه يريد الاطمئنان بتسليم السلطة ليد أمينة ؟؟!!!
اولا الذي سيستلم منك هو احد المدنيين الذين معك في المجلس او ربما شخص آخر ترشحه قوى الحرية بعد اتفاقيات السلام وانا اقول ( ربما) . اذن انت لن تبحث عن شخص امين خارج منظومة مجلس السيادة .. فما الذي دعاك لاطلاق هذا التصريح الغريب والملغوم .
والاخطر من هذا كله .. هل البرهان هو الموكل للبحث عن الشخص الامين لاستلام السلطة ؟؟ وما هي معايير الامانة التي تبحث عنها ؟؟ وهل المجلس العسكري هو الذي يوزع للمدنيين صكوك الامانة ..فيعطي هذا ويحرمه من ذاك؟؟ والى متى يظل العسكريون يفترضون انهم الامناء على الحكم وان المدنيون ما هم الا ( تمومة جرتق) في منظومة الحكم .
وما ادهشني حقا انني لم اجد حزبا واحدا من قوى الحرية او خارجها او اي تجمع مدني اصدر ولو نصف بيان يستنكر فيه تصريحات المستشار الاعلامي للبرهان رغم خطورة البيان وكنت اعتقد انهم سيقيمون الدنيا ولن يقعدوها جراء هذا التصريح الشديد الخطورة في رإيي الشخصي . ام ان السكوت هو علامة الرضا وانكم راضون ان يبحث لكم البرهان عن الرجل الامين الذي يستلم منه السلطة ؟؟ هل لديكم تفسير آخر .
كل يوم ازداد قناعة ان هيمنه العسكر على السياسة في السودان على مر الحقب والازمان ليس لقوة العسكر ولكن لضعف المدنيين وهوانهم واستسلامهم وانهم اضعف من ان يقودوا هذه الثورة العظيمة ..فأبشروا بطول السيطرة يا عسكر السودان .
ان تصريحات مستشار البرهان يجب ان لا تمر هكذا .. ووالله اني ارى تحت الرماد نارا فأنتبهوا جيدا للمدنية التي نحلم بها اخشى ان تضيع وانتم مشغولون بخروج ودخول حزب الامة لتجمع قوى الحرية وانشقاق الجبهة الثورية .
اللهم بلغت اللهم فأشهد