عند دخول القبائل العربية السودان بدأت تتنافس على موارد السودانية الغنية من الكلأ والمرعى ونسبة لعدم وجود دولة بالمعنى المتعارف عليها , كانت تلك القبائل تعمل ممالك بمزاجها فقد تكون للقبيلة الواحدة عدة ممالك , وقد يزعل اخ الملك من شقيقه فيمشي يجيب ليه كم فارس بسيوفهم ويمسك ارض ويقول ليك دي مملكتي ويرفع العلم ويمشي يتفق مع السلطنة الزرقاء للحماية بعد ان يدفع المعلوم كل سنة ..
البديرية من القبائل التي صنعت لها خمس ممالك صغيرة وهي الدفار وأبكر (ضم الكاف ) وتنقسي والخندق وفي جهة الابيض مملكة بلول ..
التاريخ اغفل اي معلومات حقيقية عن مملكة الدفار التي نشأت في قرية جنقنارتي فيما يسمى بقلعة الحتاني ,بالضفة الشرقية لنهر النيل , هذه المملكة المسالمة كانت سبب في نشر الدين الاسلامي والخلاوي والاهتمام بالقران الكريم ,,
من ملوك مملكة الدفار ناصر بن حمد بن مسوا الكبير ومن شيوخ المملكة هو الشيخ عيسى بن صالح بن حسن الدهمشي وابنه الشيخ محمد سوار الدهب , والذي تولى منصب قاضي القضاة في دنقلا العجوز , وهو يعتبر اول من حفظ القران على يد غلام الله بن عايد الركابي والذي كان السبب الرئيسي في التصاهر بين البديرية الدهمشية والركابية ..
وقد اختلف المؤرخون في تسمية الدفار فمنهم من ذكر ان الدفار لانهم كانوا يدفرون العلم بالجهل , وتفسير اخر ذكر ان الدفار لوجود نبات الدفري بكميات كبيرة في المنطقة , , وكان قصر الحكم في تلة مرتفعة وذات اسوار عالية مبنية بالطين واللبن والحجارة , ومعظم البيوت مبنية من الحجارة الصلبة , وكلها كانت ذات اسوار عالية مرصوصة , لكي تحميهم من غارات الشايقية الذين كانوا شديي البأس واصحاب سلطة قوية وغارات متعددة لمعظم الممالك المجاورة , وكانوا يهاجمونهم بإستمرار , الى ان استطاع ملك الشايقية جاويش الكبير ان يقضي عليهم ويدمر مملكتهم , فاضطروا للنزوح للضفة الغربية للنيل وتوزعوا في قنتي وحسينارتي ومنصوركتي .. وكانت الى قريب اثار المملكة موجودة في ابكر وجينقارتي ولكن للاسف لم يتم الحفاظ على هذا الارث التاريخي الكبير ..