هندسة الفوضى
“يونس بن عبد الأعلى” كان أحد طلاب اﻹمام الشافعي.. قال لنا يونس ناظرت الشافعي يوما في مسألة ،ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ،ثم قال لي: (يا أبا موسى لا يستقيم أن نكون إخوانا ،وإن لم نتفق في مسألة) وقال : “ما ناظرت أحداً، إلا قلت اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه ،فإن كان الحق معي اتبعني، وإذا كان الحق معه ،اتبعته”. هذا الصفاء الذي يرتفع فوق الذات وانتصاراتها..يصلح لا ن يكون خارطة طريق لجدلية السياسة والسياسي، والذي وصف من قبل الفلاسفة بانه الانسان الذي يحاول طوال حياته ،ان يجد كلمة او لمحة للدلالة على لا ونعم في آن واحد، (بي عيونك تقول لي تعال وتعال ..وبي قليبك تقول لي ما في مجال).
‼️نحن في عصر لايمكن فيه ان تتثاءب دون ان تفتح فمك؟ وهل الصراحة الكاملة تحتاج الى جدولة زمنية،تراعي الوطن وهمومه وتوازن بين المهم والاهم؟ ما نشهده الآن..من حراك ومقابلات واحاديث هنا وهناك..هو جزء من الاسئلة المشروعة ، ومن خلال لقاءات وتصريحات بعض مكونات الحرية والتغيير ،وسعيهم لتحسين الاداء ،وتحركات اعضاء مجلس السيادة والوزراء، نرى ان الفوضى الخلاقة تجسر للسودان جديد ،سواء بانصاف اجوبة واعترافات ونقد الذات ..او بتبشير بقرب السلام ،من خلال زيارات عضو مجلس السيادة التعايشي، وعضوا مجلس السيادة والوزيرة لمدينة كسلا،هذه الفوضى الخلاقة..لا تجعل الخلاف يوغر ، وتنشط الحلول والوئام ..وتبعدك عن الانتصار لنفسك ،فالمعاني والقيم أكبر منك، وللأوطان حق عليك .
‼️وعلينا ان ندرك طبيعة المرحلة ، ولا نستعجل الحلول ، ما تفعله الحكومة الانتقالية ، عمل ممنهج ،وصبر على مماحكات ، وما انجزته فوق التصور لا ينكره الا صاحب غرض ، يكفي كمية التلاحم والدموع التي زرفت ، عندما صدقت في زيادة الرواتب ، فدولة قادرة على خدمة شعبها قادرة على النهوض بالوطن .. وطن يقدم قادر على التقدم ،ولو لم تفعل الحكومة (الانتقالية)، شيء سوى.. تحقيق السلام، ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب،والتاسيس لدولة الحرية والسلام والعدالة لكفاها.
‼️يقول الكاتب والصحفي انيس منصور (اقوالنا التي نشرعها في وجوه الآخرين .. سهام نسددها في المرآة الى وجوهنا وصدورنا واعز امانينا.. فنكون اقسى على انفسنا من اعدائنا..فالنتلطف .