القاهرة- خاص التحرير:
الشاعر محيي الدين صالح الملقب بشاعر وادي النيل, هو مصري سوداني لأنه ابن النوبة، من مواليد قسطل في عام 1951م, ويقوم بتدريس اللغة النوبية في بعض المؤسسات العلمية الأكاديمية، وهو مستشار للتراث النوبي بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، كما أنه عضو في كل من رابطة الأدب الإسلامي العالمية، والأمين العام لمكتب مصر وعضو اتحاد الكتاب بالقاهرة وبالخرطوم، وبجمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبي، كما أنه شارك في كثير من المؤتمرات الدولية، ونشرت بحوثه في جامعات السودان ومصر والكويت والسعودية واليمن والمغرب، وفي كثير من المواقع الإلكترونية. وقد صدر له عدد من الكتب والدراسات والدواوين الشعرية، منها: ديوان الهرم، وأحلام العودة، وثورة القوافي، وفيض المشاعر، وخندق القوافي، ونوديت من وادي النخيل، ومن الدراسات: “إبراهيم شعراوي متصوفاً”، و”الأدب في مفترق الطرق”، و”من أعلام النوبة في القرن العشرين”، و”النوبة وتراث الأجداد”، و”اللغة النوبية”، و”قسطل حاضرة النوبة”، و”إبراهيم شعراوي وأدب الطفل”، وقد ترجم من النوبية للعربية كتاب قصص الأطفال “حواديت زينب كوتود”، وهي المجموعة القصصية التي جمعها الراحل إبراهيم شعراوي للمشروع القومي للحفاظ علي التراث النوبي، الذي قامت به مكتبة الإسكندرية تحت إشراف منظمة اليونسكو، وله تحت الطبع: “الأمثال الشعبية النوبية- دراسة مقارنة”، و”مأدبة الله للعالمين”، و الجزء الثاني من كتاب “قسطل حاضرة النوبة”.
مصر والسودان يتباهيان بحضارتنا النوبية
التقينا شاعر وادي النيل فتحدث معنا حول ما يدور الآن من شد وجذب بين مصر والسودان حول الآثارات والحضارة القديمة، فابتدر الحديث بقوله: سيدنا عمر أو علي رضي الله عنهما : “إذا ما اصطدم الحق بالباطل، فإن الحق ينتصر”, وهذا ما يحدث بين مصر والسودان الآن فالحضارة، التي يتباهى بها الاثنان هي أصلاُ الحضارة النوبية، وتخص النوبيين في الممالك التي كانت ممتدة من غرب أسيوط بمصر إلي ما بعد منطقة رفاعة بالسودان, وفي مرحلة ثانية كانت تمتد من سنار إلي الدبة، ثم ضاقت فأصبحت من أسوان إلى الدبة، هذا جغرافياً، أما تاريخياً، فإن المنطقة النوبية هي المكان الوحيد الذي عثر فيه علي آثار حضارة تمتد إلي 12 ألف سنة قبل الميلاد، ففي متحف النوبة يوجد ما يؤكد أن الحضارة المصرية بدأت مع المرحلة الثالثة للحضارة النوبية، وأعتقد أن الجدال الحاصل هذه الأيام بين البلدين في هذا الشأن هو بسبب الضيق الموجود في البلدين، فهذا الأمر أدي إلي فتح جميع الملفات خصوصاً ملف النوب، والحضارات والعلاقات المصرية السودانية.
لا لكتابة اللغة النوبية بأب حرف غير الحرف النوبي
وحول إشكالية كتابة اللغة النوبية بالعربية الذي بدأ بعضهم بالفعل بممارستها، قال: “إن قيمة لغتنا في حضارتنا النوبية، ولو جرت كتابة النوبية بالعربية، فسوف يتم الفصل بين ماضي النوبة وحاضرها، ولقد كان الهدف هو خدمة الإسلام، كما يقول المؤيدون لكتابة اللغة النوبية بالعربية، وهذا لن يفيد؛ لأن النوبيين كلهم مسلمون.
أما رؤية الدكتور يوسف الخليفة بجامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم في كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي فهي صائبة؛ لأنها لغات ليست لها حضارة قديمة مكتوبة، أما في حالة النوبية، فإن هناك برديات قديمة عمرها آلاف السنين مكتوبة بهذه اللغة، كما أن التعريب سيؤدي إلي تحجيم المهتمين باللغة النوبية؛ وذلك لأن جميع الحضارات الأوربية والغربية تتعامل مع الحرف النوبي، وقد تكون كتابة النوبية بالعربية مفيدة منذ مئة عام مضي، عندما لم يكن هناك قاموس نوبي، أما هذا الحرف الجديد الذي أبتكره دكتور يوسف الخليفة فسوف يؤدي إلي تفرق وتشتيت اللغة النوبية، فكل واحد سيفكر في ابتكار جديد، وعلينا الاحتكام إلي أقدم حرف نوبي.
اللغة النوبية في الجامعات
وعن وضع اللغة النوبية، قال الشاعر محيي الدين صالح: بالفعل نحن الأن نقوم بتدريس الحرف النوبي القديم، ووصلنا أكاديمياً إلى عدة مؤسسات، ومؤخراً وافقت جامعة الخرطوم على تدريس اللغة النوبية بحرفها النوبي، وذلك بفضل مجهودات الدكتور محمد جلال هاشم.
ومع وجود مؤيدين ومعارضين لموضوع التعريب، فإن الساحة الثقافية النوبية تحسنت كثيراً، من ناحية زيادة الاهتمام بالشأن النوبي، وتوظيف الشبكة العنكبوتية في نشر الثقافة النوبية، وكذلك لاهتمام الدولة الآن بتوثيق الثقافة النوبية، كما أُضيف الحرف النوبي إلى بعض أجهزة الكمبيوتر.