قالت في مداخلتها لإحدى إذاعات الـ (FM)تعليقاً على موضوع البرنامج الذي كان عن (ألم الفراق): إن كل أنواع الفراق مؤلمة، خاصة تلك التي تفرض فرضاً على الآخر، لكن أحياناً يكون الفراق هو الخيار الأصوب.
كانت صاحبتنا تتحدث عن العلاقة بين الطرفين في فترة (الخطوبة) التي – للأسف – قد تمتد عند البعض لسنوات وتنتهي بالفراق، وعدم إتمام مراسم الزواج، مثل هذه الحالات جعلت بعض الآباء وأولياء الأمور يلجؤون إلى أسلوب عملي لا يكاد يعطي للطرفين فرصة اكتشاف الآخر.
لن ندخل في تفاصيل أسباب ومخاطر حالات (الزواج العاجل)، خاصة بعد انتشار حالات الطلاق وسط المتزوجين حديثاً؛ لأننا نخصص كلام الناس اليوم لتناول ظاهرة اجتماعية سالبة غريبة على طبيعة مجتمعنا الذي كان مترابطاً عندما كانت الأسر (ممتدة)، وفي الغالب الأعم تسكن في (الحوش الكبير) قبل أن تتفرق الأسر في (شقق) وأجزاء من بيوت في مناطق متباعدة على الأخص في (الطاحونة البشرية)، التي مازالت تستقبل النازحين لضيق فسحة العمل في ولاياتهم.
قال لي شاب يسكن مع أسرته في منزل بالإيجار بالقرب من أهل زوجته: إن اللهاث اليومي وراء لقمة العيش ومتطلبات الحياة اليومية جعله لايكاد يزور (نسابته)، هذا حال كثير من الأسر الصغيرة التي يخرج أولياء أمورها منذ الصباح الباكر، ولا يعودون إليها إلا بعد المساء.
قد نجد لأمثال هؤلاء العذر في عدم التواصل مع الأهل، لكن للأسف هناك من يقاطع الأقربين مع سبق الإصرار والتعمد بسبب خلافات بدأت تنتشر لذات الظروف الاقتصادية الخانقة، مثل الخلاف حول الميراث أو لأسباب اجتماعية أخرى؛ الأمر الذي فرض حالات من الجفاء الأسري، بل والقطيعة بين الأشقاء والشقيقات !!
الأسوأ من ذلك الجرائم (الأسرية) و(العاطفية) التي بدأت تطفح على سطح مجتمعنا مثل الأمراض السرطانية، والعياذ بالله؛ الأمر الذي دفعنا لتخصيص كلام اليوم عن هذه الظواهر السالبة في حياتنا.
لسنا في حاجة إلى أن نذكر الذين يدخلون في مشاكل وقضايا، وحالات عنف مادي أو حتى لفظي، بأن هذه الدنيا بكل ما فيها ومن فيها، كما قال كبارنا الذين خبروها، إنما هي (دار الغش أم بناية قش)، مهما كان نوع البناء أو المادة التي بني بها؛ لأنها كلها لن تستصحب صاحبها إلى الدار الآخرة، فيما تحتاج الدار الآخرة إلى كثير من العمل الصالح الذي يرجح ميزان حسناته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وعلى رأس هذه الأعمال الصالحة بر الوالدين وصلة الرحم.