هل سمعتم بالانقلابات البيتية ؟ نعم هي هذه الانقلابات التي تشهدها المنازل خلال الساعات التي تسبق فجر العيد !
تنزيل للستائر من مواقعها لغسلها أو استبدالها، حركة تغيير واسعة تشمل المفارش والملاءات ومواقع السرائر، نشاط لاهث في اتجاهات متعددة بعضها لطلاء المناضد أو الحوائط، وبعضها للغسيل والكي، وجزء منها لتجهيز البهارات إذا كان هناك ثمة ذبيحة، هذا عدا الاطمئنان على وجود الحلوى والخبائز والشربوت (المدنكل) متاعا للشاربين !
هذا الانفلات الفجائي في الروتين المنزلي يربك الكسولين أمثال صويحبكم الشاطرابي، وقد يضطر الكثيرون لبذل الجهد العضلي في زحزحة الأثاث، أو الشعبطة لتثبيت ستارة، أو الركض لتوفير أغراض معيشية إضافية، أو قد يضحي الشخص لساعات بمضجعه حتى لا تتكرفس مفارش العيد أو تتكرمش وساداته الساتانية الجديدة !!
أحدث ما بدأ يغزو بيوت المدن هو السهر حتى الصبح في تزيين المنزل، ثم حضور صلاة العيد وذبح الخروف لمن يتيسر لهم ذلك، وبعدها يذهب الجميع للنوم وتبقى ربة المنزل وحدها في ساحة المعركة دون نصير !
أذكر في أعياد سابقة أن الجولات الصباحية لتبادل التهاني مع بعض الجيران والأهل كانت تكشف مقدار النائمين صبيحة العيد حتى الظهيرة، وهذا ما قد يفسر حالة الانكماش في هذه الجولات التي كانت زاخرة بالمودة والتراحم والتسامح الجميل، ليجيء كورونا ويفت عضد ما تبقى من حيوية العيد وطقسه الاجتماعي العريق .. وليبقى معظم الناس في منازلهم زاهدين في الذهاب للآخرين، بل ومتوجسين أحيانا من مجيء الآخرين لهم خشية كوفيد ١٩ شتت الله شمله.
هو العيد في زمن عواصف الحياة وحصارات كورونا .. يباغت الناس رغم أوقاته المعلومة، ويقلب ترتيب بيوتهم في أكبر حركة انقلابية تشهدها المنازل وأهلها استبشارا بالمناسبة العظيمة.
اعتدلوا مأكلا ومشربا ونوما وسهرا لتسعدوا بالعيد. .
وخليكم في البيت بعد السادسة