خلاصة حادثة (الحتانة) تلك الضاحية الجميلة على شاطئ النيل الخصيب أنها (تمرين سويدي) للجان المقاومة سجل نسبة نجاح 100% ..فلا نامت الأعين التي تحرس ثغور ثورة ديسمبر المجيدة بكامل اليقظة النشطة المتوثبة..ولا نامت أعين المتربّصين بالثورة من باب الدعوى عليها بالسهر والحمى..!!
أما بقية القصة فهي لا تساوي شيئاً.. وقد كشف كتابات وأقوال ودفوعات بعض المشاركين فيها عن تضارب يكاد يقول (خذوني)…! فمنهم من فاته الغداء وأدرك (التحلية) ومنهم من قال إنه جاء (عفو الخاطر) من اجل مباركة الشفاء، ومنهم من جاء لمؤازرة اللواء أو الفريق، ومنهم من قال إنها من (محاسن الصدف) ومنهم من دافع عن حق وجود الصحفيين في اللقاءات العامة والخاصة لمعرفة ما يدور فيها ..ومنهم من قال إنه جاء من أجل (الكرامة)..الخ وقد تحدث كثيرون قبلنا عن طبيعة اللقاء وعن قائمة الحضور.. وعلى كل حال إذا كان اللقاء والغداء عفوياً (أو انتقائياً) فإن محاولة تسويق عضو مجلس السيادة الفريق كباشي ربما كانت (أتعس مهمة) يمكن أن تتصدى لها أبرع شركة الإعلانات في الدنيا العريضة وأعتى حملات الترويج و(غسيل الأموال والوجوه)..! وقد كتب عن اللقاء السيد عبد الرسول النور وهو يرفع آيات التقدير والمحبة للفريق كباشي الذي ظل تاريخه مع ثورة ديسمبر الظافرة موسوم بالكيد البائن وموصوم بالكراهية السافرة .. فهو يعلن في كل سانحة عن (عدم راحته) في مقاعد الثورة (وهو محق) لأنه مضطر للظهور بمظهر يخالف قناعاته..! فالرجل يحن إلى أيام الإنقاذ (حنين النوق) وهو لا يحب الحكومة المدنية ويعارضها علانية رغم الوثيقة الدستورية التي جعلت منه عضو مجلس سيادة.. ولا ندرى ما معني التقدير والإعجاب ومحاولات تسويق رجل أعلن بملء فيه أن المجلس العسكري وجماعته هم من خططوا ونفذوا فض الاعتصام.. وما ذهب إلى محفل أو لقاء إلا وأثار البلبلة بأحاديث فجة تخلخل وحدة الوطن وتعادي الثورة ولا يرضى عنها غير فلول الإنقاذ… ثم انضم الأستاذ السر قدور مثل صديقه إلى جوقة الترخّص و(المهاودة) في إطلاق أوسمة الإمارة يميناً وشمالاً قبل أن يهيب بصاحب الدعوة أن ينهض لتبصير الناس بكيفية توزيع مناصب الولاة المدنيين… ولا ندري ما علاقة غداء الحتانة بتعيين الولاة..!
في كل الأحوال ما حدث يمثل (يقظة محمودة) وتأهب مطلوب من لجان المقاومة لأن الأمر أمر ثورة شعب باسل لا مجال للتلاعب بها.. وقد أكدت لجان المقاومة أنها تستشعر الأخطار قبل وقوعها.. وإذا كانت شكوكها في هذا اللقاء بسبب وجود الفريق كباشي بين الأحياء الشعبية مع مجموعة من السياسيين والصحفيين والإعلاميين والسياسيين (وبينهم التجاني السيسي) فهي غير مخطئة في إيصال صوتها والتأكيد على مطالبها.. أما الفريق (ضيف الشرف) إذا لم يكن يعلم فهو عضو مجلس سيادة (هكذا شاءت الأقدار) وعندما يتحدث في شأن عام في أي مكان فإن حديثه محسوب عليه.. هذا بالإضافة إلى أن ظروف الثورة وحالة الوطن لا تقبل التهاون من أصحاب المناصب في مؤسسات الفترة الانتقالية، وتتطلب اليقظة من لجان المقاومة صاحبة الحق الشرعي في صيانة الثورة والحفاظ عليها من المؤامرات .. والفريق كباشي لا يكف عن إعلان معاداته للثورة من واقع أحاديثه وتصريحاته ولقاءاته ولا يخفي ذلك.. والسؤال الحقيقي هو: هل يمارس مجلس السيادة بشقيه المدني والعسكري حق المساءلة بشأن المواقف والتصريحات الضارة بالوطن التي يتفوه بها أعضاؤه.. أم أن هناك (فيتو) على محاسبة المجلس لأعضائه..؟!
الداهية الثانية هي ما تواتر عن ظهور الإنقاذي الصافي جعفر في قناة النيل الأزرق.. فهل حقيقة سمح التلفزيون بظهوره..؟ وسمح هو لنفسه أن يطل على الشعب السوداني..؟! ومَنْ الذي استضاف هذا الرجل المسؤول عن ضياع مقدرات الوطن ومدخرات المغتربين وسنوات الوطن؟ وما هو القصد من استضافته (غير إغاظة الشعب السوداني)؟.. لقد كان هذا الرجل من بين الإنقاذيين التمكينيين الذي عطلوا التنمية في البلاد وباعوا الأوهام للشعب وظل على رأس مشروع زراعي كان مثالاً فريداً للعقم والجدب والفشل لمدة قاربت العشرين عاماً.. ينعم بإدارته ومرتباته ومخصصاته ويسكن في عقاراته ويتمتع بالسياحة في أنحاء الدنيا وشواطئ الخلجان والمسابح ويستلقي مستروحاً وهي يرتدي (البرمودة والشورتات الشبابية) وقلوب من دفعوا (دم قلبهم) وزاد غربتهم تتقطع حسرات من خديعة هذا (الشيخ العارف) وجماعته..! ثم بعد إن أدى مهمة تسويق الأوهام وحصاد الريالات والدراهم والدولارات تم نقله (من عالم الكرفتات الى مسوح الرهبان) ومن مشروع سندس الزراعي إلى هيئة الذكر والذاكرين.. وقد أشار بعض الإخوة الظرفاء إلى أنه بعد أن أبكى المستثمرين في سراب سندس عاد ليستقطر دموع المستمعين برواياته عن بلاء الصحابة والتابعين..!
لم يتح لنا أن نشهد هذا اللقاء التلفزيوني إذا كان حقيقة قد استضاف الرجل ..ولا ندري هل سأله من استضافه في النيل الأزرق عن مشواره في مشروع سندس وكفاية العاصمة من الخضر والبصل والفاكهة وملء جيوب المغتربين؟ أم أن موضوع اللقاء كان عن الذكر والذاكرين و(المواجيد الصوفية)..؟!
الطامة الثالثة هي ما جرى تداوله حول شراء سيارات لأعضاء مجلس السيادة..و(خلاصة الزيت) هي أن أي شخص سعى في هذا الأمر أو اقترحه أو شارك فيه هو شخص قصد الإساءة للثورة لا أكثر ولا أقل..وأراد الإيحاء بألاعيب المؤتمر الوطني الذي قذفته الثورة في مهاوي المذابل…
الله لا كسب الانقاذ..!