الليل في بلدي له طعم الطفولة حين ينبت حقله
القمر النبيل
وحين يعلن للصغار
بداية المرح الحميل
فيَهرعون الي الرمال هناك ما بين الحقول
ليبدأ الأقران من سن الصبا لعب الشليل
الله ،، ياليل .. والقمر النبيل
ووشوشات الريح في اذن النخيل
واحجياتٍ للعجائز من تراث القرية الموروث تاخذ
بالعقول
وحليمة العمياء تجمع حولها بعض البنات
تحكي لهن حكاية الارض التي بلعت وردت مرة (ست
البنات)
وحكاية الغول الذي خطف الجفيل من جفيل
وحكاية القدح المقدَّم من ولي الله ملأ بالطعام
ليصونه الحطاب من غدر الامير
و حبائل الأُم التي حيكت على ود النمير
ومكائد الأخوات في اخضر عزاز
وحكاية البنت التي نقرت علي السن الخجول
ان شئت رؤيتنا تعال هنلك في سن) و (نار
ماذا تريد بقولها سن ونار
لكن قبيل وصولهن الي الجواب
سكتت حليمة حينما نهق الحمار
وبدت تبسمل وهي تمسك بالبنات
وتقول هيا يا بنات
الليل فات
والجن يفترش السبيل
الجن هذا الكائن الملعون يفترش السبيل
وتعود قريتنا لتترك ساحة الليل البهيم
لعرائس الجِنِّ التي طفأت لها ضوء الطريق
وأغَطُّ قي نوم عميق
لا شئ يعترض النيام
لا شئ غير الجن يعترض النيام
ونباح كلبٍ بعد منتصف المساء
وثُغاء شُاةٍ ينذر الغافين ان الذئب لاح
ليقود هجمته العنيفة ضد قطعان النعاج
وليستبيح حمى الشياه المستكينة في حظيرتها ويفتك
بالدجاج
ويقيمُ مأدبةً لقُطَّاع الطريق من الكلاب
لكنه يشتم رائحة الشواء تفوح من نصب قريب
ويقوده الجشع المميت إلى حبال الكتتيب
وحمائم الابراج ترغى بالهديل
الثعلب الغدَّارُ أوشَك للوصول
حتى إذا إذن الصباح وهرول الجن الرجيم إلى
الخرائب يختفون
قَهَرَتهُ أصوات التلاوة من مسيد العاكفين
. والديك صاح مؤذنا أن الملائك قادمون
ويرد سعدون المؤذن للصلاة وللفلاح
قم للصلاة فلا فلاح بغيرها يا نائمون
وتدور أبخرة العجوز و”يا لَتيف.. لتكف عين
الجن بالغُرف العتيقة بالبخور وهمهمات (اليالتيف)
(
يا لطيف)
والقانتات من النساء حملن أقداح البليلة نحو درب
السابلين
ووضعن عند الباب فاتحة الجديد وليمة الصدقات زاد
العابرين
والحالمات من الصبايا الناعسات هجرن احلام الكرى
اشعلن من سعف النخيل مواقد الشاي المنعنع
والمنكه جنزبيل
ويظل يلكز والدي ويهز أكتاف النيام
هيا فقد بلج الصباح
هيا لنوقظ سنبلات القمح بالري البكور
ونسد أشداق البهائم قبل يشتد الهجير