صدق الرسول الكريم عندما قال (المؤمن لايكذب).
والمؤمن هو المؤمن بالله والمؤمن بعقيدته ويمكن أن يكون المؤمن بوطنه والمؤمن بفكرته والمؤمن بثورته ايضا،فهل نحن مؤمنون حقا ؟؟
اﻹجابة علي هذا السؤال تكشف إتساع دائرة الكذب وسيطرته علي معاملاتنا وتأثيره المباشر علي حياتنا اليومية.
هناك من يكذب حتي علي نفسه، متجاوزا وهو بالتالي لايبالي في خداع اﻵخرين وأختلاق اﻷكاذيب واﻷوهام ليسهم في تدمير نفسه ومجتمعه ووطنه.
ليتنا جربنا إحصاء اكاذيبنا في كل يوم قبيل الخلود إلي النوم ربما تساعدنا تلك الطريقة في محاولة تقليص مساحات الكذب في حياتنا، وبالتالي مساعدة مجتمعنا ووطننا في التخلص من هذه اﻵفة التي كادت أن تذهب بكل شيئ حتي الوطن نفسه، ﻷن الكذب يقف وراء كل مشاكلنا ،الخلافات اﻷسرية، والصراعات القبلية،والتجاذبات السياسية ،والمعاناة اﻹقتصادية .
وبالتأكيد لن يتقدم وطن يمضي علي وقع اﻷكاذيب، يكذب قادته وساسته وتجاره ودعاته وإعلامه وحتي فقرائه البائسين.
ربما يبدو للبعض أن مانكتبه هنا مجرد تنظير ليس الا، ولن يجدي الحديث عن واقع يصعب تغيره ، ولكن الحقيقة تقول أن الواقع نصنعه نحن بسلوكنا الشخصي الذي يشكل مع السلوك المماثل لﻵخرين الواقع الذي نعيشه ، والتصحيح للواقع المأزوم يبدأ من مواجهة أنفسنا بهذا السؤال ( هل نحن مؤمنون حقا؟؟) فإذا كانت اﻷجابة نعم فكيف يستقيم ذلك مع قول الرسول الكريم ( المؤمن ﻻيكذب ابدا) ،فكيف تكون أنت مؤمنا بالله وأنت تمارس الكذب اليومي وتجعله منهجا للحكم والمعاملات والكسب اليومي للرزق؟
وكيف تكون مؤمنا بوطنك وأنت تخونه بالجشع والطمع وتعويق كل محاولة لتصحيح مساره والحفاظ علي امنه وسلامه وموارده .
سينصلح الحال إذا تخلص قادتنا وساستنا وحتي شبابنا الثائرون من الكذب والتضليل وستزول ازماتنا إذا التزم تجارنا داخل اﻷسواق بالصدق وتخلوا عن الجشع والكسب الحرام. وغادر دعاتنا محطة استخدام الدين وسيلة للتكسب الرخيص بدلا من توظيفه لتطهير المجتمع من كل سلوك ردئ ونشاط ضد مصلحة الناس .
نعاني اﻵن من الكذب وإخفاء الحقائق علي مستوي اﻷفراد والجماعات وعلي مستوي القادة وعلي مستوي الدولة نفسها وذلك مايورثنا التضارب واﻹرتباك والغموض وبالتالي التدهور المريع في كل شيئ .