قفل رئيس وزراء المكلف من قوي الحرية والتغيير الخاضنة السياسية لثورة ديسمبر الشعبية الدكتور عبدالله حمدوك الباب امام الذين يحاولون استغلال مطالب قوى الثورة المشروعة لتصحيح المسار للانقضاض عليها، في خطابه بمناسبه مرور عام على توليه رئاسة الحكومة الإنتقالية.
اعترف بالتحديات والصعوبات التي واجهت ومازالت تواجه الحكومة الانتقالية وعزا بعض الأسباب لجائحة كوفيد 19 والمؤامرات الظاهرة والباطنة لأعداء ثورة الشعب الذين مازالوا يسيطرون على إدارة مفاصل الدولة وثرواتها.
أكد مجدداً حرص الحكومة على تحقيق السلام العادل الشامل الذي لن يتحقق إلا باتفاق كل الحركات المسلحة لدفع إستحقاقاته ا على أرض الواقع وسط المواطنين، وتجاوز نهج المحاصصة والمكاسب الذاتية.
أكد أيضاً اهمية معالجة أسباب العنف القبلي الذي تؤججه العناصر المعادية لثورة الشعب، ودعا لضرورة العمل لاستعادة قيم وممارسات التعايش السلمي بين كل مكونات السودان المجتمعية.
اعترف حمدوك بثقل تركة الأزمات الاقتصادية والاختناقات المعيشية الموروثة من العهد المباد وقال إن إجراءات الإصلاح الإقتصادي مؤلمة وشاقة، وقد شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج الدعم المالي المباشر للأسر الأكثر فقراً وللقطاعات الزراعية والعمالية- لكننا نرى أن مستحقات تنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي تحتاج لإجراءت عملية عاجلة لوقف ارتفاع معدل التضخم وجنون الدولا والأسعار-.
نؤكد أيضاً ان عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية لتعزيز استقلالها ومهنيتها تحتاج لخطوات عملية، وأن يساعد المكون العسكري في الحكومة ويتعاون بجدية لإعادة الشركات الأمنية والعسكرية للولاية الكاملة لوزارة المالية، وتأمين وحماية الإصلاح القانوني ومحاكمة المتهمين في جرئم قتل وفساد.
هناك مشروعات تحتاج للدعم والمساندة المجتمعية مثل إحياء وتفعيل وتنشيط الجمعيات التعاونية في الأحياء ومواقع العمل وتنفيذ برنامج سعلتي، ومساندة ومراقبة التزام الحكومة باستمرار دعم ست سلع إستراتيجية والرفع التدريجي لسلعتي البنزين والجازولين.
أكد حمدوك بشكل قاطع استعداد الحكومة للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتقديم كل المطلوبين للمثول أمامها، وتكثيف الجهود لاستعادة وضع السودان في الأسرة الدولية، ورفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
أكد رئيس الوزراء أن الطريق للمستقبل ليس مفروشاً بالورود وهناك تحديات ماثلة تتطلب توحيد الإرادة وسط كل قوى ثورة ديسمبر الشعبية، وقال إن الوحدة كانت الراية التي إنتصرت بها الثورة وأن الأهداف المشتركة مازالت تجمعنا وعلينا أن نعمل سوياً على تحويل الطاقات الجبارة للشباب إلى طاقات إيجابية لبناء وتعمير سودان الديمقراطية والسلام والعدالة. قال حمدوك في ختام خطابه : سأظل أعمل رئيس وزراء لكل السودانيين والمضي قدماً على طريق المستقبل، لانه لا خيار أمامنا إلا السير في طريق بناء دولة السلام والإستقرار والعدالة والتنمية بدلاً من السقوط في هاوية التشظي والدمار والتقهقر لمربع ماقبل ثورة ديسمبر الشعبية.