نميري حسين مجاور وجه سوداني شاب خاض ميادين الابداع الأدبية ، وهو روائي وصحافي، شق طريقه في عالم الابداع بعدما تخرج في جامعة أم درمان الأهلية (بكالوريوس اقتصاد وعلوم ادارية)، كما حصل على دبلوم آداب في ” اكاديمية يونسكو”. فاز بجوائز عدة، إذ حصل على المركز الأول في المسابقة العلمية الأدبية في الوطن العربي (طرابلس) في مايو عام 2005 عن بحثه ” أثر العولمة الاقتصادي والأخلاقي على البلدان النامية”، وجائزة البحث العلمي السلام والتنمية لوزارة الشباب والرياضة السودانية في عام 2004وكان فاز بجائزة القصة القصيرة (مسابقة الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا في عام 2003.
نميري الذي حاورته” التحرير” عمل بصحيفة “الخبر” مشرفا للملف الثقافي ، ومحررا وكاتبا في صحيفة “الوفاق” ومجلة “السفير” (الملف الاقتصادي )، كما عمل محررا في صحيفة “الحياة” السودانية وهو عضو في نادي القصة السوداني و عضو في اتحاد الصحافيين السودانيين ( الخرطوم) وعضو في اتحاد الكتاب السودانيين ،وعضو بمنظمة “يونسكو” في السودان. وفي بريطانيا حيث يقيم حاليا عمل مذيعا ومقدم برامج في اذاعة bcfm (برنامج صوت السودان) لمدة ست سنوات، وهو عضو منظمة ” القلم البريطاني” التي تقوم بعرض أعمال الكتاب وعقد لقاءات بينهم لمناقشة انتاجهم الأدبي وتقديمه محليا، وكان عمل سكرتيرا ثقافيا واجتماعيا للجالية السودانية (في بريستول) لخمس سنوات، وهو عضو فعال حاليا في رابطة الإعلاميين والصحفيين السودانيين ببريطانيا وإيرلندا.
صدرت له عن دار “أوراق المصرية” رواية “النفوس أنداد” في 2 أكتوبر 2016 ، وهي روايته الثانية بعد “الذين يسحقون النمل” الصادرة في العام 2014 ،وكان نشر مجموعة قصصية بعنوان” بقايا امرأة” في العام 2006، وقد أحرزت المركز الثالث في مسابقة الطلاب العرب بطرابلس.
وفي مدينة بريستول البريطانية حاورت ” التحرير” الروائي والناشط الثقافي نميري حسين مجاور ( 35عاما) الذي يستند إلى تجربة غنية في العمل الإبداعي، كاتبا وصحفيا، وهو حاليا أحد معدي ومقدمي برنامج “صوت السودان” في إذاعة بريستول “أف أم”.
* أولا حدثنا عن قصة حصولك على أول جائزة أدبية؟
– كانت الجائزة الأولى هي جائزة القصة القصيرة للجامعات والمعاهد العليا، و شكلت رغم قيمتها المادية القليلة نافذة مهمة في حياتي، كي أطل على جوائز عالمية، حيث أحرزت المركز الأول لجائزة طرابلس في البحث العلمي في العام .2005، وأيضا في العام الذي يليه أحرزت المركز الثالث في مجال الأدب بمجموعتي القصصية “بقايا إمرأة”، ولم يبخل علي الليبيون حيث تمت استضافتي ومنحي منحة الماجستير تكريما للأعمال التي قدمتها في ذلك الوقت.
* وماذا عن آخر جائزة؟
– في ديسمبر من العام الماضي( 2016) أحرزت المركز الأول في مجال الفنون والآداب لجائزة جنوب غرب بريطانيا، وكان تم ترشيحي لها من قبل هيئة الجائزة التي راسلتني لمعرفة الأعمال الأدبية التي قدمتها ومساهماتي في مجال الأدب بصورة عامة، و كانت النتيجة مذهلة حيث تفوقت بفارق خمسة آلاف صوت عن أقرب منافس.
* أصدرت في الآونة الأخيرة رواية “النفوس انداد” ما أبرز مضامينها؟ –النفوس انداد تناولت فيها هموما اجتماعية كثيرة معقدة كانت أدت إلى الحروب والصراعات التي نعيشها الآن، والتي بدورها ساهمت في انقلاب القيم والانحدار صوب الجريمة، وتتشابك الأحداث وتتداخل الشخوص في نسيج متماه لتصنع العالم الداخلي الخاص بالرواية.
وقد استطعت بحسب رأي النقاد أن أمضي بشخوص واحداث الرواية للوجهة التي اريد ، لتصبح خطابا ابداعيا في انتظار تناول المتلقي له ، ليفك شفرات ذلك الخطاب عبر القراءة الفاحصة المصحوبة بالتأويل والتأمل والخروج بنصوص موازية.
*ماهو مدلول عنوان رواية” النفوس أنداد”؟
-يشير إلى الصراع الداخلي للمرء، ذلك الذي يقوده أحيانا يمنة وأخرى شمالا، بحسب وجهتي الخير والشر التي تتبطن كل نفس، وكذلك الأمر بين الأصدقاء والاعداء.
* كانت “الواحة” مجتمعا مستعارا ضجت فيه الأحداث؟
– لم تكن الواحة فضاء جغرافيا مثل ما تم تصويرها، وإنما مساحة للأحلام وتحقيق العدالة الفطرية بين الناس، و عودة النفس إلى فضاء الروح جاء نتيجة سماحة وجمال تلك النفوس المتخيلة التي تم رسمها عبر شخوص التقوا في الأحلام، بينما في الحقيقة هم موجودون على أرض الواقع متى ما تصافت وتعافت تلك النفوس لتعود إلى طبيعتها حيث كانت بيضاء.
* كانت فكرة الحرب تشكل محور القضية ؟
– ما نحتاجه هو توضيح للفكرة المجنونة التي يتخيل صاحبها أنه المنتصر حتى لو كان ذلك على حساب القيم والمبادئ. عندما تبدأ مهمة الجنود في القتال، تسقط معظم القيم الإنسانيه! إنها الحرب نخوضها من أجل الانتصار للقيم ونخسرها قبل أن تنتهي.
علمونا الرماية وعلى من نصوب بنادقنا، وكيف نصيب هدفنا، لكن لم يعلموننا كيف نوقف الحرب، وماذا علينا أخذه من جراب القيم أو تركه! نفعل ما نريد دون أن يردعنا دين أو قانون. سألت ذات يوم أحد الأصدقاء وهو بجواري يئن من الألم: هل تعتقد أن الله سعيد بما نفعل وفي انتظارنا ليكافأنا على ما اقترفته أيادينا؟ طرحت ذلك السؤال وعيني على جثة أحد الأعداء لم اتأكد أن الميت كان رجلا أم امرأة، لقد كانت محترقةً تماما، فقط أعمدة الدخان هي التي تنبعث من داخلها، ولمحت كيف أن الطيور كانت تنتظر حتى تخمد نيرانها، لتنهشها! رد في في هدوء مقتضب لدرجة أحسست معها أن الكلمات كانت تتوقف في حنجرته قبل أن تصل إلى لسانه مهترئة وبصوت بال:- “الحقيقة إننا نفعل ما لم تفعله الكائنات الأخرى على الرغم من ذلك يطلق علينا الآدميون
[mohd Alma1]