أمدرمان- التحرير:
تضمن تقرير سياسي، أصدره حزب “الأمة القومي” موقف الحزب من أزمة طلاب دارفور بالجامعات السودانية، ودعا الحكومة إلى معالجات عاجلة لست قضايا، كما أكد الحزب انه سينسق مع مكونات الشعب السوداني كافة، وقواه السياسية الحية والمجتمع الدولي، في سبيل البحث عن مخرج، يُؤمًن للمواطن سلامته، ولقمة عيشه، ويحفظ للوطن استقراره وأمنه.
وجاء في التقرير أن أزمة طلاب دارفور بالجامعات السودانية تفاقمت في الأسبوع الثاني من يوليو 2017، وذلك بعد أن أقدم اكثر من 1200 طالب وطالبة على تقديم استقالات جماعية من جامعة بخت الرضا، وغادروا الجامعة في طريقهم إلى الخرطوم، وتم منعهم ليستقروا في قرية الشيخ الياقوت ثلاثة أيام، ومغادرة أغلبيتهم إلى دارفور في خطوة تؤكد عمق الأزمة وفشل النظام في معالجتها.
وقال التقرير إن هذه الخطوة التصعيدية لفتت الانتباه إلى قضية طلاب دارفور في كل الجامعات، حيث فصل عدد 146 طالباً من دارفور بالجامعات السودانية المختلفة خلال الثلاثة سنوات الاخيرة بسبب الرسوم الدراسية التي تنصل النظام عن الايفاء بها وفق اتفاقية الدوحة لسلام دارفور،
وأوضح أن في جامعة الزعيم الازهري فصل 8 طلاب وجامعة البحر الاحمر 27 طالباً وجامعة كسلا 25 طالباً وجامعة دنقلا 16 طالباً وجامعة بحري 9 طلاب وجامعة الخرطوم 4 طلاب وجامعة بخت الرضا 16 طالباً، هذا إلى جانب استهداف الأجهزة الأمنية باعتقال العشرات، وإصابة عدد من الطلاب في الجامعات، لا سيما جامعة نهر النيل، وهناك عمليات الاستهداف من قبل طلاب النظام بالجامعات، وحملات إعلام النظام التمييزية.
ورأى حزب ” الأمة القومي” أن كل هذا جعل من قضية طلاب دارفور بالجامعات السودانية قضية قومية تمس الضمير السوداني، وقد امتدت حملات المناصرة الي النطاق الدولي، لذلك اهتمام حزب الأمة القومي بها من منطلق تداعياتها وتأثيرها على النسيج الاجتماعي ومستقبل العملية الأكاديمية للطلاب، باعتبارها قضية إنسانية ومطلبية، ومن منطلق اهتمامه بقضية الإقليم المنكوب والتي لا تنفصل عن سياسة النظام الاستعلائية والمدمرة للإقليم، والتي لا تحل إلا بوقف الحرب وإحلال السلام وفق اتفاق سياسي يحقق العدالة والاستقرار.
ولفت التقرير إلى أن حزب الأمة القومي طرح عدة مبادرات، متمثلة في إيجاد مخرج سلمي، يقوم على اعتراف النظام بالدمار والخراب والوفاء بالتعويضات الجماعية والفردية، وعودة النازحين، ووحدة الإقليم، وتنمية ما دمرته الحرب ونزع سلاح المليشيات القبلية، وإعادة التوطين، وحل النزاعات حول الأرض ( الحواكير) ووقف تغذية الصراعات القبلية ونشر ثقافة السلام، وفي إطار حل مشكلة الطلاب دعا الحزب إلى الالتزام بالتمييز الإيجابي، وإطلاق سراح المعتقلين وارجاع المفصولين وتهيئة البيئة الجامعية ومحاربة خطاب العنصرية والكراهية وترسيخ معاني المحبة والتسامح بين الطلاب.
وخلص حزب “الأمة القومي” في ختام تقريره السياسي إلى أن القضايا الست التي تناولها التقرير، التي تمس حياة المواطن السوداني اليومية في “معاشه وأمنه” تمثل رأس الجليد ومؤشرات لحجم الأزمة في البلاد، والتي تستدعي مخاطبتها عاجلاً وليس آجلاً، لاعتبار تطوراتها الوخيمة علي مجمل قضايا الوطن والمواطن.
وحذر ” الأمة” في هذا السياق من التهاون في إيجاد معالجات ناجعة للقضايا الست التي تناولها التقرير اليوم قبل الغد، كما أكد الحزب من جانبه أنه سيبذل قصارى جهده، تنسيقاً وتعاوناً مع مكونات الشعب السوداني كافة، وقواه السياسية الحية والمجتمع الدولي في سبيل البحث عن مخرج يؤمن للمواطن سلامته ولقمة عيشه ويحفظ للوطن استقراره وأمنه. قال تعالي (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).