أمدرمان- التحرير:
وصف خطيب مسجد الهجرة محمد الحوار محمد في خطبة الجمعة (22 سبتمبر) بمسجد الهجرة “حال بلادنا اليوم” بأنه ” لا يسر أحداً حتى الحاكمين، فالأوضاع الاقتصادية كل يوم تصير من السيئ إلى الأسوأ لدرجة جعلت المواطن عاجزاً عن تلبية جُل متطلبات حياته من طعام وشراب وعلاج وكساء وتعليم وسكن، وأصبحت بذلك الحياة أشبه بالجحيم الذي لا يطاق”.
ورأى “أن هذا الضنك لم يأتِ بالصدفة وإنما جاء نتيجة لتلك السياسات الخاطئة التي انتهجها هذا النظام (نظام الرئيس عمر البشير) الذي ظل يحكم البلاد منذ 1989م إلى يومنا هذا، تلك السياسات التي خربت الاقتصاد وفككت النسيج الاجتماعي، وقسمت الوطن وأدت إلى انتشار الفساد في مرافق الدولة ومؤسساتها”.
وأكد أن “مواطن السودان يتطلع اليوم إلى نظام حكم تتحسن فيه ظروفه المعيشية ويتحقق فيه الأمن والسلام والعدل والكرامة الإنسانية، ولعمري هذه التطلعات لن تتحقق إلا بتغير جذري في كيفية إدارة حكم البلاد، من دولة الحزب إلى دولة المواطنة، وسيادة حكم القانون والتداول السلمي للسلطة وهذا الحلم والتطلع؛ الطريق إليه واحد هو إجراء حوار حقيقي وما يتمخض عنه يكون ملزماً للجميع، هذا هو الحل، وليس ذلك الترقيع الذي سئم منه أهل السودان”.
وتوجه بنداء إلى الحكام بقوله “إننا من هذا المنبر الذي ظل يصدع بكلمة الحق، نتوجه بهذا النداء إلى من يحكمون السودان اليوم نقول لهم: اتقوا الله في هذا الوطن وشعبه، ونقول لهم إن كان في الحكم لذة ومتعة فقد أخذتم من ذلك نصيبكم، وإن كان الحكم أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، فارفقوا بأنفسكم واتقوا الله فيها، وفي هذا المواطن”.
وقال الحوار لحكام السودان ” حكمتم أكثر من ربع قرن، وفي ظل هذه السنين كم من أرواح أزهقت، وأطفال يتموا، ونساء رملت، ومواطنين شردوا إما نزوحاً أو لجوءاً ، اعلموا أنكم مساءلون أمام الله عن ذلك كله عاجلاً أم آجلاً” قال تعالي( ووجدوا ماعملوا حاضرا ولايظلم ربك أحدا ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة لما لم أسويّ لها الطريق).
وخلص في ندائه لحكام السودان إلى القول ” اتركوا أهل السودان ليختاروا من يتولى أمرهم فإن الخير باق في الأمة، ودعا الخطيب إلى “فك أسر عُمد الادارة الأهلية بشرق دارفور الذين ظلوا منذ فترة محبوسين بسجن بورتسودان، نسأل الله أن يفك أسرهم وأسر جميع المظلومين”