أمدرمان- التحرير:
شكل قرار مجلس الوزراء السوداني أمس، بالرجوع الي التوقيت الزمني القديم (تأخير الساعة ٦٠ دقيقة اعتباراً من نوفمبر القادم) إحدى القضايا التي أثار دلالاتها وأبعادها نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار آدم أحمد يوسف
في خطبة الجمعة اليوم، بمسجد الهجرة بودنوباوي، ودعا الحكومة إلى اتخاذ قرارات جريئة حول قرارات خاطئة في مجالات التعليم والصحة وغيرها. وشدد على أهمية إحلال السلام في دارفور، وأكد أن سياسات النظام الخاطئة قسمت دارفور، ونشرت فيها النعرات القبلية والحروب الأهلية.
وعن الرجوع إلى التوقيت الزمني القديم، أشار إلى قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأبي موسي الأشعري “لا يمنعك قضاء قضيته أمس، فراجعت فيه نفسك، وهديت الي رشدك أن ترجع الي الحق، فمراجعة الحق خير من التمادي في الباطل”.
وأكد خطيب الجمعة أنه منذ مجيء “الإنقاذ” (انقلاب الرئيس عمر البشير في العام 1989) رفعت شعار تغيير كل قديم وبذلك تغيرت أشياء كثيرة، بما فيها مناهج التعليم والسلم التعليمي وغيرها من أشياء كنا نحسب انها ثوابت يبني عليها وتتطور ويستفاد من الخبرات التراكمية ولكن سياسة “الإنقاذ “هي تغيير معالم كل شيء حتى اختفت أشياء بعينها كانت تمثل رومانسية مدينة الخرطوم، مثل حديقة الحيوانات وبعض المعالم، التي تتميز بها المدينة شأنها شأن مدن العالم الأخرى.
وقال “نحمد للنظام (نظام البشير) الرجوع الي التوقيت الزمني القديم لأن التوقيت الزمني محكوم بخطوط طول وعرض متفق عليها دولياً، والتوقيت الزمني يتغير تقدماً أو تأخراً علي حسب فصول السنة من شتاء وصيف، فنحن محكومين بهجرة الشمس من وإلى خط الاستواء ومدار الجدي. وذلك مجال علم لأصحابه هم الذين يسألون عنه، وهذا معني اسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
وأضاف أن “كل مجال له أهل اختصاصه، ولكن ظللنا محكومين بتوقيت زمني سياسياً وليس علمياً بضع سنين، وأخيراً عدنا الي صوابنا والعود للصواب احمد، ولكنا نتساءل عن أشياء أخري اُتخذت فيها قرارات خاطئة وما زالت ماثلة مثل تغيير السلم التعليمي وإلغاء المرحلة المتوسطة وثورة التعليم العالي، وفي هذا المجال تحدث أهل الشأن، وكان ينبغي أن يُؤخذ رأيهم في الاعتبار ولكن ما زال النظام يسير في الاتجاه الخطأ في مجال التعليم العام والعالي”.
ورأى خطيب مسجد الأنصار أنه نتيجة للقرارات الخاطئة وترك المجال لغير أهله شهدت البلاد كوارث لا تحصي ولا تعد، منها انهيار عمارات تحت التشييد وأخطاء طبية، آخرها كارثة كانت حديث الريف والحضر وهي عمى أكثر من أربعين مواطن عقب عمليات جراحية في أكبر مستشفى بالعاصمة الخرطوم، أما الأخطاء الطبية الأخرى فلها برنامج تلفزيوني بعنوان “أخطأ طبية “وقد شاهدنا الذي بًترت رجله الصحيحة وتركت المريضة، أو أخذت كليته التي تعمل وتركت المريضة.
وأضاف أن كثيرين فقدوا أعضاء صحيحة نتيجة الأخطاء الطبية التي لم نسمع بها قبل ثورة التعليم العالي، فهل تتخذ قرارات جريئة فيما اتخذ من قرارات خاطئة في حق الوطن والمواطن؟ وهل توكل الأمور الي أهل الاختصاص حتى لا نقع فيما وقعنا فيه من قبل؟ نقول كما قال عمر بن الخطاب فمراجعه الحق خير من التمادي في الباطل.
وتناولت الخطبة الوضع في دارفور، وقال “عند مجيء هذا النظام (نظام البشير) كانت دارفور آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً، ولكن بسياسات نظام “الانقاذ” الخاطئة تقسمت دارفور أيادي سبأ، وانتشرت فيها النعرات القبلية وانتظمت أرجاءها الحروب الأهلية، فحرقت القرى وتشرد المواطنون وسكنوا المعسكرات، وبمرور ثلاثة عقود في عهد” الإنقاذ” كان عمر الجيل الثالث لمعسكرات النازحين ثلاثة أجيال نشأوا في المعسكرات لا يعرفون شيئاً عن حياة المدينة والاستقرار.
ودعا خطيب الجمعة في هذا السياق “الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تعمل بكل السبل على حل هذا المشكل الذي ظل يؤرق كل اصحاب الضمائر الحية حتى يرى إنسان دارفور الذي يسكن المعسكرات الاستقرار والأمن والسلام”.
وعن نشاط هيئة شئون الانصار الدعوي والفكري أعلن نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار آدم أحمد يوسف أن الهيئة ستقيم يوم الإثنين من كل اسبوع يوماً يسمي يوم الأسرة الانصارية، وذلك في مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي، عقب صلاه المغرب وحتي صلاة العشاء، ويشتمل اليوم علي نشاط دعوي فيه الفقه والسيرة وتجويد القرآن والفكر المهدوي وراتب الامام المهدي، ودعا “كل الاحباب والحبيبات إلى حضور هذا اليوم مع أسرهم. وقال إن أمانة الدعوة والارشاد ستتولى بالتنسيق مع لجنة المسجد تنظيم الدروس، وسيبدأ يوم الأسرة الانصارية من يوم الاثنين القادم إن شاء الله بمسجد الهجرة بودنوباوي، عقب صلاة المغرب مباشرة، وأكد أن الدعوة عامة.